المخيم.. فجر الثورة
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
شكل وما زال المخيم الفلسطيني يشكل واحدا من أبرز وقائع المظلمة الفلسطينية الكبرى، وفي ذات الوقت تجلى المخيم وما زال يتجلى، واحدا من أبرز رموز الصمود والنضال الوطني الفلسطيني، وكان فجر الثورة الفلسطينية المعاصرة قد بزغ من ليل خيامه، حينما اشتدت عتمة هذا الليل.
وبحكم هذه الحقيقة ظل المخيم الفلسطيني، وما زال هدفا لكل القوى المناهضة للنضال الوطني الفلسطيني، وبالطبع للاحتلال الإسرائيلي أولا، لشطبه من معناه ورمزيته، وواقعه النضالي، سعيا وراء شطب حق العودة..!!!
وليس من باب المبالغة القول إن رمزية المخيم جعلت منه قلعة حصينة من قلاع فلسطين الساعية في دروب خلاصها وتحررها واستقلالها وتجسد ذلك في تعاظم دور أبناء المخيم في النضال الوطني وبشهداء وجرحى ومعتقلين كثر، فما من بيت في المخيم الفلسطيني اليوم، إلا وله شهيد أو جريح أو معتقل.
لن ننظر إلى ما يجري في بعض مخيماتنا اليوم من انفلات للفوضى، نظرة عدائية فهذا ما يريده أعداء المخيم...!! لكن لنا نظرة العتب، وخطابه، ألا تجر الفوضى المخيم إلى ما يسيء إلى رمزيته، ومعناه، وواقعه النضالي وإذ يعرفه هذا الواقع قلعة، وحيث التاريخ قد أكد أن القلاع لا تسقط إلا من داخلها، فلا ينبغي للفوضى أن تصبح كحصان "طروادة" الذي اخترق حصون هذه المدينة وأحالها إلى خراب..!! وللتذكير بحكاية هذا الحصان، فإنه قدم كهدية سلام لطروادة التي كانت محاصرة لعشر سنوات من قبل الإغريق، ولعل ثمة من يسعى لتسويق الفوضى اليوم في المخيم الفلسطيني، بشائعاته المغرضة، والممولة، كمثل هدية سلام وازدهار(...!!) اذا ما اجهزت الفوضى على المشروع الوطني، مشروع الحرية والتحرر والاستقلال...!!! نقول ذلك لأجل ما نريد من انتباهة معرفية لأبناء المخيم، توقف الفوضى، وتضع حدا لها، ولا نشك أن ذلك سيكون، لأن المخيم لا يريد أن يبقى مخيما، وإنما مدينة أخرى من مدن دولة فلسطين حين تحررها، واستقلالها بعاصمتها القدس الشرقية، وحين هي دولة مواطنيها، وحاضنة جميع أبنائها، وقد نال اللاجئون منهم حق العودة.