ما يفعل المناضلون...
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة....
في زيارة الرئيس أبو مازن لأشقائه في الأردن ومصر، ولقاءات القمة التي عقدها في العقبة مع جلالة الملك عبد الله الثاني، وفي القاهرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذه الزيارة ما يشير إلى أن الأفق السياسي عاد يتفتح من جديد على سبل الحل العادل للقضية الفلسطينية، خاصة بعد ان باتت صفقة القرن في ذمة التاريخ، فإن أمام المجتمع الدولي اليوم، أوراق الحل العادل في مبادرة الرئيس أبو مازن لعقد المؤتمر الدولي للسلام، المؤتمر الذي بالتفاوض النزيه، والمستند لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بوسعه ان ينهي الصراع العربي الفلسطيني- الاسرائيلي بما يعيد لشعبنا الفلسطيني حقوقه المشروعة، ويحقق له أهدافه العادلة في الحرية والاستقلال والعودة.
ولكي يبدو تفتح الأفق السياسي واضحا وأكيدا، تجاوز الرئيس أبو مازن تقنية "الزوم" التي أفرزتها جائحة الكورونا، وذهب للقاءات مباشرة مع الأشقاء في عمان والقاهرة، وليعيد لتنسيق العمل العربي الفلسطيني المشترك، لصالح القضية الفلسطينية، حيويته الانسانية التي غابت عن تلك التقنية.
وبالطبع، فإن الأفق السياسي قد تفتح من جديد، وقد تأكدت هزيمة "صفقة القرن" بهزيمة صناعها، ومن لا يرى ذلك سيبقى رهين الحسابات الجامدة، المعلقة بخطاباتها النثرية، وهذه بالقطع ليست حال حماة المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع التحرر والحرية والاستقلال، الذين لطالما يدركون المتغيرات، ويقتحمون ساحاتها على مختلف مسمياتها.
الرئيس أبو مازن في عمان والقاهرة، والمتغيرات الاقليمية والدولية قائمة، هذا يعني ان فلسطين حاضرة في إدراكها لهذه المتغيرات، وساعية لتوظيفها لصالح قضيتها العادلة، ولعل الذين يعرقلون اليوم مسيرة الوحدة الوطنية، لصالح الانقسام البغيض، عليهم ان يقرأوا هذه المتغيرات جيدا، ليدركوا أن ما كان ممكنا من أحابيل لعرقلة مسيرة الوحدة بالأمس، لم يعد كذلك اليوم، وأيضا لعل الذين ينظرون الى قرار إعادة العلاقات مع الجانب الاسرائيلي، بعين النظرية وبياناتها، وعلى ما يريدون من تجميد للتاريخ لا يمكن ان يكون، لهم أن يدركوا لا حقيقة المتغيرات فحسب، وإنما ضرورة التعامل معها، وخوض دروبها، وهذا ما يفعله المناضلون عادة، وتاريخ النضال الوطني الفلسطيني، بقراره الوطني المستقل ما يؤكد ذلك، وما زال يؤكده، وهذا التاريخ يضيء كل يوم بصفحات مجيدة وبلغته الفلسطينية التي لا تقبل أي التباس، ولا أية عجمة.
ha