بيان المعركة...
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة....
عشتم، وعاشت فلسطين، هي خاتمة بيان رئيس الحكومة د. محمد اشتية بشأن الإجراءات الجديدة التي قررها للحد من هذا التفشي الخطير لجائحة كورونا، بناءً على الصلاحيات المخولة له بحكم قانون الطوارئ الذي أصدره الرئيس أبو مازن، وبالاستناد إلى رأي لجنة الطوارئ العليا، ولجنة الأوبئة ومجلس الوزراء، ولجنة الأمن.
وأن يختم رئيس الحكومة بيانه بهذا الهتاف الوطني الأصيل، فلأنه يريد الإشارة الواضحة إلى أن معركتنا ضد جائحة كورونا، هي معركة وطنية كبرى، تتعلق بمستقبل العافية لبلادنا، وأهلنا، وهذا ما يفرض أن نكون جميعا جنودا في هذه المعركة لحماية هذا المستقبل، بتعزيز الحاضر بمختلف سبل الوقاية من هذا الفيروس اللعين، بالالتزام، لا الطوعي فحسب، بل والإبداعي، بالإجراءات الحكومية، وتعليمات وزارة الصحة، ولجنة الطوارئ، ولجنة الأمن، والالتزام الإبداعي هو الالتزام الواعي الذي من شأنه محاربة الاستهتار، هذا الذي يعتبر واحدا من أخطر مقومات الجائحة وأكثرها فعالية..!! كما أن هذا الالتزام، هو التزام المسؤولية الأخلاقية، والتزام الموقف الحضاري والإنساني، الذي من شأنه أن يجعل من التباعد مثلا سلوكيات محبة، ومن الحضر حصنا للحماية.
عام سيمضي من الجائحة، ولا نريد لها عاما آخر، واللقاح الأمثل المتوفر حتى اللحظة بين أيدينا، هو لقاح الوقاية، دونما أدنى شك، هو لقاح غير مكلف، ولا يتطلب سوى الالتزام والامتثال لضرورته، والعلاج الذي تعد به اللقاحات الطبية المنتظرة، لن تكون بأحسن من هذا اللقاح العملي، الذي طالما ثبتت فعاليته، ولهذا، قالت التجربة الواقعية الطبية حكمتها: درهم وقاية خير من قنطار علاج، ومع ذلك، فإن المسؤولية الوطنية لن تتجاهل اللقاح الطبي الذي أعلن عن إنتاجه في أكثر من دولة في هذا العالم، ولهذا، أعلن الرئيس أبو مازن في كلمة وجهها لأبناء شعبنا، وقبل اتخاذ هذه الإجراءات الجديدة التي دعا الحكومة إلى اتخاذها، بتعليمات واضحة، أعلن: "اتفقنا مع الدول والجهات المعنية لتوفير لقاح فيروس كورونا بأعداد كبيرة، لعلنا نقي أنفسنا شر هذا الوباء".
وفي كلمة الرئيس أبو مازن التي شدد فيها على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية، تجلت المسؤولية الوطنية، والإنسانية بأصدق كلماتها، حين أكد الرئيس في كلمته "أخاطبكم اليوم من موقع المسؤولية والحب لكم والحرص عليكم". وهذا هو موقع المسؤولية البليغ في رؤيته وموقفه وتعليماته وسياساته، الذي تصدى للجائحة مبكرا ومنذ لحظتها الاولى، الأمر الذي جعلها تتعثر في انتشارها على نحو لافت في بداياتها.
وبهذا الموقف إذن، ومن هذا الموقع، وبهذه الكلمات الرئاسية، وبهذا البيان الحكومي، نرى فلسطين وهي تقرر خوض المعركة ضد تفشي وباء الكورونا، بكامل عدتها الوطنية والأخلاقية، وانتصارها حتمي حين الالتزام الإبداعي بكل سبل الوقاية، ولا بد من هذا الانتصار، لأن الجائحة الأخطر تتطلب لدحرها تمام الصحة والعافية، ونعني بالطبع جائحة الاحتلال الاسرائيلي. وعشتم وعاشت فلسطين.
ha