تدريبات جيش الاحتلال تدمّر المحاصيل الزّراعيّة في الأغوار الشّماليّة
طوباس- الحياة الجديدة- عاطف أبو الرب- في مثل هذا الوقت من كل عام، تخلف تدريبات جيش الاحتلال في الأغوار الشمالية وسط أراضي ومراعي المواطنين، وليس بعيداً عن بيوتهم ومضاربهم، وراءها الدمار والخراب، وتبث الرعب في قلوب الأطفال والنساء، والقلق لدى الرجال خوفاً على عائلاتهم.
عن هذه التدريبات وتوقيتها وما تخلفه من أضرار قال الناشط في رصد انتهاكات الاحتلال عارف دراغمة: سنوياً في مثل هذا الوقت من العام، وبعد أن تبدأ المحاصيل بالإنبات، ينظم جيش الاحتلال تدريبات عسكرية، يستخدم فيها جميع المعدات العسكرية، ورغم وجود مساحات كبيرة غير مزروعة، ورغم وجود مراعٍ شبه فارغة إلا أن جيش الاحتلال يقيم معسكراته في أراضي المواطنين المزروعة بالمحاصيل الشتوية، ولا تراعي قوات الاحتلال وجود محاصيل زراعية في هذه الأراضي، واعتبر دراغمة أن ما يجري مخطط ومدروس في دوائر القرار في دولة الاحتلال، ويهدف بشكل رئيسي إلحاق الأذى بالمواطنين، ودفعهم لترك أراضيهم لتستباح من قبل المستوطنين.
مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات أشار إلى أن خطر التدريبات العسكرية لا يقف عند حد الأضرار التي تخلفها جنازير الدبابات التي تدمر المحاصيل في بداية الإنبات، بل هناك خطر كبير يهدد حياة الناس يتمثل بالمخلفات التي يتركها جيش الاحتلال، إما عن قصد وإما من غير قصد. ولفت بشارات النظر إلى نقطة مهمة وهي ابتعاد تدريبات الاحتلال عن أي أرض تتبع للمستوطنين، حتى ما تمت السيطرة عليه حديثاً لا يقترب منها جيش الاحتلال، ما يعزز فكرة الاستهداف للوجود الفلسطيني، وإلا كيف يمكن الابتعاد عن مساحة تحت سيطرة المستوطنين وسط مساحات كبيرة تعود للمواطنين، وهناك شواهد كثيرة على ذلك؟؟
وتطرق بشارات إلى خطورة ما تقوم به قوات الاحتلال على حياة المواطنين، وأشار إلى عشرات الشهداء الذين ارتقوا على مدار سني الاحتلال، جراء انفجار أجسام من مخلفات تدريبات جيش الاحتلال في الأغوار، وشدد على ضرورة محاسبة الاحتلال على جرائم القتل بحق الشهداء، وتحميله مسؤولية الجرحى والمعاقين بفعل هذه السياسة.
واعتبر بشارات أن كل ما يدور في الأغوار يتم بموجب مخططات وبرامج تشرف عليها دوائر صنع القرار في دولة الاحتلال، وأن كل هذه الإجراءات تهدف تهويد الأغوار وضمها وفق خطة الضم التي أعلن عنها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتشريد أصحاب الأرض، بموجب قرارات يتم صياغتها وتنفيذها بتعاون مختلف مكونات الاحتلال.
ودعا بشارات إلى وضع خطط فلسطينية لمواجهة هذه السياسة والعمل على حشد دولي لوقف كل ما تقوم به دولة الاحتلال، والعمل على تعزيز صمود المواطنين وتمكينهم من البقاء والصمود من خلال برامج وطنية قابلة للتنفيذ، وبعيدة عن الشعارات.