دورة جديدة ..بروح أصيلة
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
بدأ المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" دورة اجتماعات جديدة له مساء أمس في مقر الرئاسة، بعد غياب قسري لهذه الاجتماعات، فرضته جائحة "كورونا" والتي باتت والحمد لله تلفظ أنفاسها الأخيرة .
من المتوقع أن تستمر اجتماعات هذه الدورة لثلاثة أيام، لازدحام جدول أعمالها بمحتلف قضايا الشأن الوطني العام، والشأن الحركي تاليا، وتتصدر القدس وسبل الدفاع عنها، في مواجهة الهجمة الإسرائيلية الرامية لتهويدها، والاستحواذ عليها هذا الجدول، وكذلك طبيعة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة، والاستحقاقات الوطنية المطلوبة لتعظيم مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني وصولا لتحقيق أهدافها العادلة، في الحرية والاستقلال، وفي مقدمة هذه الاستحقاقات العمل على استعادة الوحدة الوطنية في أطرها الفاعلة، وإنهاء الانقسام البغيض والسعي لتفعيل عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة المكلوم في إطارها الشرعي، واستنهاض منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتكريس حضورها العملي، السياسي والمعنوي، في مختلف الساحات العربية والإقليمية والدولية ، وتفعيل سفارات دولة فلسطين أينما كانت وعلى نحو يعالج البعض الساكن منها .
وما يلفت الانتباه لهذه الدورة، وما يشير إلى أنها ستكون ذات مخرجات عملية بقرارات بليغة، تتصدى لمجمل التحديات الراهنة التي نواجه في هذه المرحلة على مختلف الأصعدة الداخلية، والخارجية، نقول ما يلفت الانتباه لهذه الدورة، وما يشير إلى أنها ستكون ذات مخرجات بالغة الأهمية، أن التحضيرات لعقدها شهدت اجتماعات مكثفة طوال الأشهر الماضية استمرت لمئات الساعات، ناقش وبحث خلالها المجتمعون من قيادات الحركة، من اللجنة المركزية، وأعضاء من الثوري، وأمناء سر الأقاليم، قضايا الشأن الوطني العام جميعها، إضافة إلى قضايا الشأن الفتحاوي وخلصت إلى تحديد وعنونة أوراق البحث السياسية، والوطنية، والاجتماعية، والحركية المطلوبة في هذه المرحلة، للتصدي لمسؤولياتها، والعمل على ترجمة غاياتها، والقرارات التي يجب إقرارها والمصادقة عليها من قبل اجتماعات الدورة الجديدة للمجلس الثوري، وقد جرى كل هذا النقاش وهذا البحث برؤية نقدية شجاعة، سمت الأشياء بأسمائها، ووضعت النقاط على الحروف في كل هذا الإطار، استجابة للتحديات، وتأكيدا على التصدي لها بروح نضالية أصيلة متجددة .
مقبلون على ورشة عمل وطني كبرى بعد هذه الدورة للمجلس الثوري لحركة "فتح" فليس الاجتماع الفتحاوي، وعلى أي صعيد قيادي كان، غير اجتماع وطني وبامتياز، من حيث بحثه الحثيث عن أفضل السبل لمجابهة مختلف التحديات التي تواجهها قضيتنا الوطنية، ومشروعنا التحرري، لضمان تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته العادلة والمشروعة، وأيضا لضمان تحقيق أعلى وأفضل مستويات الحكم الرشيد. اجتماع "فتح" اجتماع وطني، بمخرجات لعمل نضالي، وطني، وسياسي واجتماعي، ولأن فتح أولا وأخيرا هي حركة التحرر الوطني الفلسطيني.