القول البليغ
كتب رئيس تحريرصحيفة الحياة الجديدة
افتتح الرئيس أبو مازن أعمال الدورة الثامنة للمجلس الثوري لحركة فتح مساء أمس الأول في مقر الرئاسة برام الله، دورة "القدس عاصمتنا وعنوان هويتنا وحرية شعبنا" افتتحها بكلمة قصيرة، لكنها كانت بالغة التكثيف الوطني والسياسي، وتميزت على نحو لافت بلغة المشاعر الحميمة، من حيث إن الرئيس ابتدأها بتحيات التقدير والاعتزاز، والتي وجهها للشهداء والأسرى، وإلى جماهير شعبنا الصامد المقاوم، في مختلف أحياء، وأزقة، وشوارع، وباحات المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس عاصمة دولتنا الأبدية، وإلى كل المثابرين في ساحات المقاومة الشعبية، في بيتا، ونعلين، ودير استيا، وبيت دجن، وعزون، وكفر قدوم ومسافر يطا، والأغوار، وغيرها من مواقع الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، وإلى كل أبناء فلسطين "الذين دعموا هبة القدس، في قرانا، ومدننا، ومخيمات الصامدين في الضفة، والقدس، وغزة، والشتات"، وواضح تماما أن الرئيس أبو مازن، وبالمشاعر الحميمة ذاتها، حرص على ذكر ساحات المقاومة الشعبية هذه بالاسم، واحدة تلو الأخرى، تقديرًا واعتزازًا بأهلها، وبصمودهم، ومقاومتهم، وتضحياتهم العظيمة.
وبعد هذه التحيات البليغة ذهب الرئيس أبو مازن في كلمته القصيرة إلى ضرورة أن يكرس أعضاء ثوري "فتح" في اجتماعات دورتهم الثامنة، البحث في سبل تجاوز كل خلاف في الساحة الفلسطينية، وهو يدعو إلى حوار فوري بين مختلف فصائلها وقواها من "فتح" إلى "حماس" إلى "الجهاد الإسلامي" وإلى كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى أن يكون حوارا جادا، وعلى مدار الساعة "لإنهاء الانقسام، وبناء الشراكة الوطنية على كل المستويات، لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا، وقضيته الوطنية" وعلى هذا النحو يكرس الرئيس أبو مازن اجتماع ثوري "فتح" في دورته الثامنة، اجتماعا وطنيا لبحث سبل تعظيم مسيرة الحرية، والتحرر الفلسطينية، وبالوحدة الوطنية، أن تكون في أصلب حالاتها.
وعلى هذا النحو أيضا تتجلى لغة المسؤولية الوطنية، ولغة القرار الوطني المستقل والرئيس أبو مازن يؤكد، أن دولة فلسطين هي العنوان الشرعي، لإعادة الإعمار في قطاع غزة المكلوم، وباللغة ذاتها، وبالاختصار البليغ ذاته، فإن على الاجتماع الوطني في الدورة الثامنة للمجلس الثوري لحركة "فتح" إقرار برامج العمل الساعية إلى تطوير وتحديث "مؤسسات دولتنا الفلسطينية، وفق سيادة القانون، والاستمرار في معالجة أية سلبيات، أو أخطاء، وتصحيحها".
ولم ينس الرئيس أبو مازن في كلمته تأكيد أبرز الحقائق الفلسطينية وفي مقدمتها "أن شعبنا لن يكل، ولن يلين في مسيرته العظيمة، حتى إنهاء الاحتلال من على أرض دولتنا، وعاصمتها القدس الشرقية" وبصوت فلسطين العالي والواضح ردد الرئيس أبو مازن "ليرحل هذا الاحتلال عن صدورنا وأرضنا وشعبنا".
كما لم ينس الرئيس أبو مازن في ختام كلمته القصيرة، أن يوجه التحية الحارة مرة أخرى إلى "جماهير شعبنا البطل في كل أرجاء الأرض، وإلى أحرار العالم الذين وقفوا وقفات عز في عواصم العالم، ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس العدوان، والأبارتهايد، والاستيطان وسرقة الأرض والموارد" وبالقول الفصل ختم الرئيس أبو مازن كلمته "أقول لهم إن الاحتلال والعنصرية إلى زوال وستبقى فلسطين وشعبها الأبي الصامد المتجذر في أرضه وأرض أجداده" ولا قول فصل بعد هذا القول الوطني الفلسطيني البليغ.