فضائيات تخريبية
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
ليس مستغربا أن تتحالف فضائيات المذهبيات الطائفية، في برامجها الحوارية وتغطياتها الإخبارية، ضد الشرعية الفلسطينية،والسلطة الوطنية، وقد شاهدنا وسمعنا خلال الأيام القليلة الماضية، كيف توحدت هذه الفضائيات في هذا المسعى الكريه، وإلى حد محاولاتها إشعال نار الفتنة بين أوساط شعبنا الفلسطيني، مستغلة وبأبشع طرق الاستغلال، وأقبحها انتهازية، قضية المرحوم نزار بنات، الذي توفي نتيجة محاولة اعتقاله العنيفة، وهذه القضية اليوم قيد التحقيق، وقد أحالت التحقيقات الأولية،أفراد الدورية التي كانت مكلفة باعتقاله (14) فردا إلى القضاء لاستكمال إجراء الاستجواب، وفق الأصول، وصولا إلى تقديم لوائح الاتهام، وإجراء محاكمة عادلة وفق القانون، والتزاما بالأسس والمبادئ المعمول بها دوليا في هذا الإطار .
وليس مستغربا البتة أن إحدى هذه الفضائيات المذهبية، تذهب إلى توسيع دروب هذا المسعى الكريه، لتنال لا من الحاضر الوطني الفلسطيني فقط، وإنما كذلك من تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، والتشكيك بسيرة ومواقف صناعه، وقادته وخاصة ما يتعلق بالانتفاضة الفلسطينية الكبرى في ثمانينيات القرن الماضي، فتستضيف شخصا (...!!) عرف عنه أنه الشخص صاحب أكثر التحولات الانتهازية في سيرته السياسية، ليفتري كذبا على هذا التاريخ، وأهله ، زاعما أن الانتفاضة لم تكن ذات تقييم حقيقي عندهم، في الوقت الذي كان العالم بأسره قد عرف أن أمير الشهداء أبو جهاد هو أول الرصاص، وأول الحجارة، وأن الرئيس أبو مازن، بعد استشهاد أبو جهاد،وبعد أن بات مسؤولا عن الأرض المحتلة، تسلم راية الانتفاضة وسار بها حتى إعلان الاستقلال في المجلس الوطني الفلسطيني، الذي عقد في الجزائر، عام ثمانية وثمانين من القرن الماضي .
في قناة الميادين قناة "الممانعة" التي لها استوديو في حيفا (...!!!) جرى هذا الافتراء في إطار حملتها المحمومة ضد الشرعية الفلسطينية، والسلطة الوطنية، بل وضد المشروع الوطني التحرري، لأنها في هذهالأيام، باتت حليفة لقنوات الجماعة الإخوانية، ولعل هذا التحالف ليس مفاجئا، إذا ما عرفنا أن مدير هذه القناة كان فيما مضى إخوانيا وقد تشيع بمبلغ خمسين ألف دولار، ثمة من يعرف ذلك جيدا جدا في لبنان، فعلى من تقرأ مزاميرك يا داوود ...!!