نصيحة مجانية..!!!
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة...
تتناول بعض صحف اليمين الإسرائيلي المتطرف ما نكتب هنا في هذه الكلمة، وبتأويل بالغ السذاجة، بل وبتقويل كلمة "الحياة الجديدة" ما لم تقله، وما لا يمكن لها أن تقوله لأنه بالضد مما نحمل من قيم ومفاهيم الكتابة الموضوعية وأخلاقياتها، وتفعل هذه الصحف ذلك لتنفخ على جمر التحريض ضد رأس الشرعية الفلسطينية الرئيس أبو مازن، وضد السلطة الوطنية، لعلها تشعل نار الفتنة والفوضى في الشارع الفلسطيني، لكي يحظى اليمين الإسرائيلي المتطرف، بما يريد من دمار وخراب للمشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والاستقلال.
صحيفة "إسرائيل اليوم" قولت افتتاحياتنا حسب مخيلة أحد محرريها، وعلى نحو ساذج المهنية في التقويل، والفبركة، وفقط لتقول وبالنص "فقدت السلطة الفلسطينية الشرعية في أعين الفلسطينيين منذ ألغى عباس الانتخابات، في وقت سابق من العام، ومنذ أن خاضت حماس صراعا مع إسرائيل (...!!) في مايو، وهو موقف تقول الأغلبية (...!!) إنه يظهر حماس هي الممثل المستحق للشعب الفلسطيني" وعلى رأي الخلايلة "هنا النقط" الذي تريده هذه الصحيفة، الترويج لحماس كي تنقض على منظمة التحرير الفلسطينية، وتستولي عليها، ودائما هنا، وراء الأكمة ما وراءها، وما وراء الأكمة نعرف أنه الأمر الذي يدبر عادة في ليل...!!!
ولا ندري من أين جاءت "إسرائيل اليوم" بأغلبيتها (...!!) وتظاهرات الاحتجاج على ما جرى من إجراء عنيف ضد المواطن نزار بنات ما أدى إلى وفاته، لم تتجاوز الألف متظاهر في أحسن أحوالها، ونحن لم ننتقد هذه التظاهرات، بقدر ما انتقدنا بعض هتافاتها، خاصة الخالية من الروح الوحدوية، وتلك ذات الكلمات البذيئة، التي يأنفها شعبنا، والتي لا تعبر عن قيمه الأخلاقية، ولا عن لغته الوطنية، ولم ننتقد المتظاهرين بحد ذاتهم، بل الذين حاولوا حرف غاياتها الاحتجاجية، بتلك الهتافات البذيئة، خدمة لسيناريو "الخريف العربي" بأجنداته الخارجية، والممول على نحو محموم...!! كثيرون الذين انسحبوا من هذه التظاهرات بعد أن اكتشفوا أنه جرى الاحتيال عليهم وتزوير إرادتهم، كما استشهدنا قبل يومين هنا، بما كتب أحد المنسحبين، على صفحته في "الفيسبوك".
أغلبية "إسرائيل اليوم" التي تراها في الشارع الفلسطيني هي أغلبية أوهامها، التي لم تر الأغلبية الحقيقية، والواقعية التي كانت في تظاهرات الخليل، ونابلس، وهذا على سبيل المثال فحسب، والتي هتفت وبالصوت الواضح والعالي، للشرعية، وللرئيس أبو مازن، وللوحدة الوطنية وللأسرى البواسل في سجون دولة الاحتلال التي باتت محض دولة أبارتهايد كما وصفها بمنتهى الشجاعة الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، والذي أكد بمقابلته مع برنامج "هآرتس ويك إند"، بأنه "بات أمرا معروفا للجميع أن إسرائيل دولة فصل عنصري، لأننا نتعامل مع الحقائق".
يبقى أن نقدم لصحيفة نتنياهو نصيحة مهنية، وأجرنا على الله، التقويل والفبركة، لا يصنعان حقيقة، ولا يقرران واقعًا، ولا يشوهان نصوص كلمة الحق الشجاعة، في الأزمان الغابرة كانت النصيحة بجمل ولعلها ما زالت كذلك عند من يقدر النصيحة ويفهمها...!!