اسألوا رام الله
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة....
اسألوا رام الله ما الذي حدث يوم أمس الأول في شوارعها وساحتها الرئيسة،آلاف من المواطنين نساء ورجالا شيبا وشبابا فتيات وفتية وأطفالا خرجوا برايات وهتافات الوطنية الفلسطينية، بمبادئها الراسخة، وقيمها الجامعة، دعما للشرعية والتفافا من حولها، نصرة لقضايا الوطن جميعها، للمضي في دروب الحرية حتى انتصارها،اسألوها فقد باتت بارعة الحديث وباللغة الفلسطينية التي لا تقبل سقط الكلام ولا هتافات الظلام ، لتقول الشارع الفلسطيني سيظل هو شارع الوطنية،وفي هذا الشارع يكمن مربط الفرس، وتتسع ساحة الفرسان، وهذا ما قالته قبل قليل الخليل، ونابلس، وما أعلت راياته بيتا من فوق جبل صبيح، وما أكدته وتؤكده باحات القدس الطاهرة، وحواريها الصامدة في الشيخ جراح، وسلوان، وفي كل مواقع المقاومة الشعبية ونقاط الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه .
لن ننسى مخيمات لبنان، وقد تحدت أوجاعها، وتعلقت بأحمالها الوطنية، لتخرج إلى شارعها الفلسطيني، وتتحدث بلغته، وتهتف بهتافاته، وتؤكد للشرعية مواقعها أينما كانت لفلسطين حالتها، وروحها، وقيمها، ومفاهيمها، ومعانيها .
الشعب يريد حرية الوطن، واستقلاله، والشعب يريد نظام السيرة النضالية بصناع تاريخها، والسيرة الأخلاقية بثبات رفعتها، مثلما يريد في الوقت ذاته،سلامة الوحدة، ونزاهة العقد الاجتماعي.
الشعب يريد اقامة الدولة فارعة،بعاصمتها القدس الشرقية، ومتعافية بأحلامها وتطلعاتها، وحسن حضورها التنموي، والحضاري، والسياسي، العربي والإقليمي والدولي.
بإرادة شعبنا الحرة، وهتافاته الوطنية، سيظل شارعنا الفلسطيني، هو شارع القرار الوطني المستقل، وشارع الحقيقة والواقع، وشارع الخطاب الوطني، الذي لا يقبل تزويرا ولا فبركة، ولا أي تأويل ليظل وحده هو خطاب الحقيقة حيث الرقم الفلسطيني في معادلة الصراع هو الرقم الصعب الذي تستحيل عملية شطبه أو تجاوزه أو القفز عنه . وهذا في الخلاصة ما قالته رام الله أيضا يوم أمس الأول.
ha