خالص العزاء
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة....
ليس هناك أصعب، من توديع الأهل لواحد من أبنائهم الوداع الأخير، ولعل الأصعب أن تفقد الوالدة وليدتها، والأشد إيلاما ألا ترى الوالدة وليدتها لتلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة، نتحدث هنا عن المناضلة خالدة جرار التي فقدت كريمتها وهي في سجون الاحتلال الإسرائيلي ظلما وعدوانا.
لن تكفكف دموع المناضلة جرار، دموع الحزن النبيل والفقد المفجع، برقيات التعزية والمواساة وإن كانت هذه البرقيات ضرورة أخلاقية، ووطنية، وإنسانية لعل في روح كلماتها، ما يخفف من ألم الفقد والخسران.
ولسنا نبالغ هنا إذا ما قلنا إن ما يوجع قلوبنا أكثر في هذا الإطار، أن ندرك بكاء خالدة لابنتها، وهي خلف جدران معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، مع ثقتنا المطلقة أن الأخوات والرفيقات المعتقلات معها، سيقمن بواجب العزاء على أكمل وجه ولن يتركن رفيقتهن خالدة في حزنها وحيدة.
وكذلك نحن لن نتركها وحيدة في هذا الحزن، ولن نقبل بعبارات التعزية وحدها لتواسي قلب الوالدة المفجوع، ولهذا ندعو من هنا لحراك على مختلف المستويات لإطلاق سراح المناضلة خالدة جرار، على وجه السرعة، لعلها تأخذ العزاء بابنتها وهي بين أهلها وأبناء شعبها.
نعرف خالدة جرار مناضلة بصلابة وطنية لافتة، لكننا نعرف أيضا أن فقد العزيز على القلب، يعض هذا القلب ويدميه، والفاجعة أن يكون بعيدا بفعل اعتقال تعسفي فلا يودع عزيزه كما يوجب الوداع الحميم، وهذه هي محنة خالدة جرار في هذه اللحظة المؤلمة، وهي ترى بقلبها المدمى، جثمان كريمتها يوارى التراب، وهي مكبلة لا تستطيع أن تكون عند حافة القبر لحظة إنزال الجثمان فيه...!!
للفقيدة خالص الدعاء أن يتقبلها الله بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته، ولأمها وعموم آل جرار، نسأل الرحمن العزيز أن يلهمها، ويلهمهم جميعا، الصبر والسلوان، إنا لله وإنا اليه راجعون.
ha