الرئيس التونسي يجمد عمل البرلمان ويرفع الحصانة عن نوابه *آلاف التونسيين يحتفلون بـ"سقوط النهضة"
تونس- وكالات- وسط جمع احتشد في شوارع تونس العاصمة احتفالاً بقرار الرئيس قيس سعيّد تجميد أعمال البرلمان، حملت نهلة ابنتها على كتفيها بينما كانت تلوّح بعلم بلادها، معربة عن فرحتها بالقرارات التي اتخذها "الرئيس الذي نحبه". وقالت نهلة "إنها قرارات شجاعة، يخرج سعيّد البلاد من مأزقها. هذا هو الرئيس الذي نحبّ".
وقرر رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة قيس سعيد، الليلة الماضية، تجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن جميع النواب.
وقال الرئيس سعيد في كلمة بثتها التلفزة التونسية إنه أعفى رئيس الحكومة هشام المشيشي، مضيفا: "قررت أن أتولى السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة أعيّنه بنفسي".
كما قرّر عقب اجتماع ضم القيادات العسكرية التونسية تجميد نشاط البرلمان ورفع الحصانة عن جميع النواب، وترؤس النيابة العمومية للمحاسبة العاجلة ضد كلّ من تعلقت بهم قضايا.
وقالت الرئاسة التونسية، إن الأمر بتجميد أنشطة البرلمان التونسي الذي أعلن في وقت سابق من مساء أمس سيستمر 30 يوما.
واتخذت السلطات التونسية إجراءات أمنية مشددة في محيط البرلمان، حيث أظهرت مقاطع فيديو منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة مدرعات عسكرية وعناصر في قوات الأمن أمام مقر المؤسسة التشريعية وسط ترحيب من الناس المحتشدين في الشوارع بقرارات الرئيس سعيد.
وتشهد تونس صراع متواصلا منذ 6 شهور بين حزب "النهضة" الإخواني برئاسة رئيس البرلمان المعزول راشد الغنوشي، وأحزاب والتيارات الوطنية التونسية الأخرى تخللها تظاهرات شعبية متواصلة ضد سياسات "النهضة" الاقتصادية والصحية والاجتماعية.
وفي حي المنزه في شمال غرب تونس، أبدى ماهر فرحته بإجراءات سعيّد. وقال "وأخيراً اتُخذت القرارات الصائبة! سنتخلّص أخيراً من عِلل تونس: مجلس النواب والمشيشي".
ويشعر الرأي العام التونسي بالغضب من الصراعات بين الأحزاب في البرلمان، في وقت تُواجه البلاد التي تثقل الديون كاهلها، أزمة اقتصادية واجتماعية فاقمتها منذ مطلع تموز/يوليو أزمة صحّية غير مسبوقة بسبب تفشّي فيروس كورونا.
وخرق مئات التونسيين ليلاً حظر التجول وتجمعوا في شارع الحبيب بورقيبة الذي يعد شريانا رئيسياً في العاصمة، وكذلك في أحياء أخرى، مطلقين العنان لأبواق سياراتهم على وقع الزغاريد والمفرقعات النارية.
وتكرّر المشهد في مدن أخرى بينها قفصة في وسط البلاد حيث خرج مئات المواطنين الى الشوارع.
وقال فرحات (49 عاماً) بينما لفّ نفسه بعلم تونس "برهن سعيّد أنه رجل دولة حقيقي! لقد أدرك ما يريده الشعب: حلّ البرلمان وإقالة المشيشي".
في مواكب السيارات التي اخترقت الشوارع، أطلق رجال ونساء، تحديداً الشباب منهم، الهتافات وتمايلوا فرحاً. ومن نوافذ السيارات، علت الزغاريد وتكرّر شعار "تحيا تونس" بينما كان كثر يصورون بهواتفهم النقالة ما وصفوه بأنه "لحظات تاريخية".
ولم يتردّد شباب توسطوا المحتفلين بإطلاق شعارات مناهضة لحزب النهضة.
وأوضح ابراهيم (24 عاماً) لفرانس برس "لقد نفد صبرنا، لم يعد ثمّة مكان للخاسرين. يكفي، لقد انتهت اللعبة".
ونزل السكان إلى الشوارع بعد وقت قصير من إعلان سعيّد عن القرارات التي اتّخذها قرابة العاشرة ليلاً (9,00 ت غ)، رغم حظر التجوّل الليلي المفروض بدءاً من الثامنة مساء حتى الخامسة صباحاً، في محاولة للحدّ من تفشي وباء كوفيد-19.
وقبل ساعات قصيرة من إعلان سعيّد، تظاهر آلاف التونسيين في مدن عدّة في أنحاء البلاد، رغم الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة للحدّ من التنقّل.
وطالب المتظاهرون تحديداً بحلّ البرلمان.