الحريات الديمقراطية.. الواقع والحقيقة
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
يتكلمون عن الحريات الديمقراطية، في ظل السلطة الوطنية، بأنها محاصرة (...!!!)، بل وبعض الافتراءات المدفوعة الأجر،وذات الغايات السياسية المشبوهةتتحدث عن غياب لهذه الحريات...! والواقع، وبقليل من التقوى فقط، لا ثمة أي تقييم موضوعي يمكن أن يقر بذلك، إذا ما تفحص واقع هذه الحريات بنزاهة وشفافية، وهو يرى أن هناك في ظل السلطة الوطنية، وقوانينها الناظمة في هذا الإطار، ما يزيد عن سبعين محطة إذاعية وتلفزيونية خاصة، وبعضها بلا ترخيص حتى اللحظة...! ثمة دول مستقرة ببيئتها الديمقراطية في هذا العالم، لا يوجد فيها هذا العدد من محطات الإذاعة، والتلفزة الخاصة، ولا توجد عندها في هذا السياق محطات غير مرخصة، ما يعنياستنتاجا، وبالقول الفصل،أن الحريات الديمقراطية في ظل السلطة الوطنية،لا تعرف أي نوع من أنواع الحصاراتالتعسفية، وموضوع الترخيص الذي تطالب به وزارة الإعلام اليوم بعض هذه المحطات، ضرورة الحصول عليه، إنما هو لتصويب وضعها القانوني والفني، ولا علاقة له بأية شروط سياسية، حكومية كانت، أو حزبية، على الإطلاق. ما نعرف، كما يعرف المتلقي، والمستمع، والمشاهد، أن لهذه المحطات، خطابها الخاص، السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، وحتى الإخباري، وفي العديد من برامج اتصالاتها المباشرة مع الجمهور، خاصة الصباحية منها، ثمة لغة اعتراض ونقد واحتجاج، بعضها يكاد يكون بلا أية حدود تقريبا، ولاضير في ذلك، ولا اعتراض، بدليل أنه لم تغلق محطة واحدة لهذا السبب، لأن الحريات الديمقراطية مصانة بالقانون، ولأن مراسيم رئاسية أكدت غير مرة تعزيز مساحة الحريات العامة، وصونها بما يمنع الملاحقة والاحتجاز، والتوقيف، والاعتقال، وكافة أنواع المساءلة خارج أحكام القانون لأسباب تتعلق بحرية الرأي، والانتماء السياسي. لكم أن تنظروا وتقرأوا ما يكتب على وسائط التواصل الاجتماعي، وبعض ما يكتب، بعضه فحسب، لا علاقة له بحرية التعبير، خاصة الذي يخلو من آداب هذه الحرية، ومن احترامه لقيمة الكلمة، ومعناها بل وخلوه من احترامه لعقل المتلقي وقيمه الأخلاقية..!! ومع ذلك لا نرى أية ملاحقات حقيقية لهذه الكتابات إلا لبعضها ودائما ليس خارج القانون. ما ثمة بيئة ديمقراطية، تشبه هذه البيئة الفلسطينية، محطات تلفزة فضائية غير فلسطينية، تعمل بمنتهى الحرية في مختلف مناطق السلطة الوطنية، ولم تتعرض يوما لأية مساءلة رغم أن بعضها أثقل كثيرا على السلطة الوطنية، بافتراءات لا حقيقة لها، ولغاية تعميم الفوضى، وبث ثقافة الكراهية، والفتنة في أوساط الشارع الفلسطيني...!! ثمة دول في الإقليم العربي، أغلقت هذه المحطات، بل وبعضها احتجز بعض العاملين فيها..!! نقول بهذه الواقعة، ونحن نعرف طبعاأن أهل مكة أدرى بشعابها، وما يهم في هذا السياق، أننا لن نذهبمذهب الإغلاق،فنحن أدرى أيضا بشعاب مكتنا، ولأننا نرى أحابيل الخديعة الليبرالية وهي تحاول أن تنال من بيئتها الديمقراطيةبافتراءات وفبركات ما زالت هي افتراءات وفبركات المؤامرة التي لا تريد لفلسطين دولة ولا لشعبها حرية وكرامة.