سياسة الانجاز ...سياسة التقدم
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة.....
كتبنا هنا ذات مرة عن متلازمة حماس، والمتلازمة طبقا لتعريفات علمية، وكما جاء في "ويكيبيديا" "هي مجموعة من العلامات والأعراض الطبية، المرتبطة مع بعضها، والمتعلقة غالبا بمرض أو اضطراب معين" في متلازمة حماس تبدو العلامات والأعراض الطبية التي تشير إليها وتؤكدها كمتلازمة مستفحلة، بالغة الوضوح في تصريحات الناطقين باسمها وهي التصريحات التي تكشف بلا أي لبس حقيقة الاضطراب الذي تعاني منه حماس، والذي يقود خطابها الإعلامي إلى مزيد من التخبط، وعلى نحو استعراضي تماما، وباللغة الشعبوية ذاتها ...!!.
ونتيجة هذا الاضطراب سنرى خطاب حماس الإعلامي دائما خطابا متعاليا على الواقع، وخاليا من أية معرفة حقيقية، بل ومتجنيا على المعرفة، والصدق، والنزاهة البلاغية، ناهيكم عن النزاهة الوطنية، كمثل هذا التصريح الذي خرج به الناطق الحمساوي عبد اللطيف القانوع، والذي قال فيه إن لقاء الرئيس أبو مازن مع الوزير الإسرائيلي "بني غانتس" "طعنة في ظهر شعبنا وتضحياته" ...!! ولعل الخمسة آلاف عائلة التي سيلتم شملها ترد على هذا الناطق، وتصريحه الاضطرابي هذا، وقد باتت تعلم أن هذا الإنجاز الذي انتظرته طويلا، هو واحد من نتائج لقاء الرئيس مع الوزير الإسرائيلي، وهو الإنجاز الذي سيجعل من حياة أكثر من أربعين ألف مواطن فلسطيني أكثر استقرارا وأمنا وصمودا في أرض بلادهم، وهذا ما يعزز في المحصلة، مسيرة شعبنا النضالية، لتمضي قدما نحو الخلاص من الاحتلال، وتحقيق كامل الحرية والاستقلال .
خمسة آلاف عائلة سيلتم شملها، وليس هذا الإنجاز الوحيد الناجم عن لقاء الرئيس أبو مازن بالوزير الإسرائيلي "بني غانتس" بل هناك حزمة من الاتفاقات تم الوصول إليها، ومنها الاتفاق على تفعيل خدمة 4Gالتي ستشكل لنا في بلادنا نقلة نوعية في عالم الاتصال والتواصل، وارتقاء مستوى الخدمات في هذا الإطار، وكذلك الاتفاق، على إعادة جزء من أموالنا المحتجزة لدى إسرائيل، واتفاق على على تعديل عدة بنود من بنود اتفاق باريس الاقتصادي، ولصالح التاجر والمواطن الفلسطيني، إضافة إلى الاتفاق على البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة C . كل هذه الاتفاقات نتاج لقاء الرئيس أبو مازن مع الوزير الإسرائيلي "بني غانتس" وبما يعني أن مصلحة الوطن والمواطن الفلسطيني، هي التي كانت حاضرة في رؤية الرئيس ومحادثته وسياسته في هذا اللقاء .
إنها سياسة الإنجاز والتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف الوطني الفلسطيني الأسمى: الحرية والاستقلال، إنها سياسة التقدم تماما، لا سياسة التراجع، وسياسة الصعود، لا سياسة الهبوط، وهي السياسة التي على الكل الوطني أن يلتف من حولها، لا أن ينجر البعض الفصائلي، بطفولته اليسارية، الى متلازمة حماس، ليدعو لمحاصرتها ، بعد أن يصفها بما ليست عليه، ولا بأي حال من الأحوال ...!!! ولعلنا سندعو لهذا البعض ألا يتوغل كثيرا في متلازمة حماس، بل سندعو له ألا يقربها كي لا يتيه في اضطرابها المريض، وكنصيحة لوجه الله تعالى، ليس من الحكمة، ولا حتى من الغايات التعبوية الشعبوية بحد ذاتها، أن يوصف الإنجاز كطعنة ، لأن من يقول بذلك لن يلقى غير الاستهجان والاستنكار والسخرية، من قبل كل الذين سينعمون بما تحقق لهم من لم الشمل تحديدا، وهم اليوم على أبواب وزارة الشؤون المدنية يقدمون معاملاتهم لإنجازها .
ha