بفخر واعتزاز
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
الذين يهاجمون الإعلام الوطني الفلسطيني، المسمى الرسمي، هل يشاهدون ويسمعون ويقرأون على نحو تفصيلي وحثيث ما ينتجه هذا الإعلام حقا...؟ أم أنهم برغبات انتقائية، ولأغراض سياسية، وحزبية، وحتى شخصية ضيقة، يواصلون هذا الهجوم، الذي تطرب له كل القوى المعادية للمشروع الوطني الفلسطيني التحرري، وفي مقدمتها حكومة اليمين العنصري الإسرائيلي المتطرف، التي تقود حملة هجوم ممنهجة، ضد القيادة الفلسطينية، بهدف تصفية القضية الفلسطينية..!!.
هل حقًّا يشاهدون فضائية فلسطين بشكل موضوعي ومهني..؟ هل يستمعون لراديو صوت فلسطين..؟ وهل يقرأون ما تبثه وكالة "وفا" من أنباء وتقارير حصرية، وما تكتبه صحيفتنا "الحياة الجديدة" من عناوين لافتة على صفحتها الأولى، وتقارير خاصة من مراسليها، ومقالات رأي من كتّابها، والتي كانت جميعها، وجميع ما كانت تبثه وسائل الإعلام الوطني، المسمى الرسمي، وما زالت تبثه خطابا بمختلف اشكاله يرفع عاليا راية نفق الحرية، وبسالة حافريه على نحو بالغ الافتخار، والاعتزاز.
ولا شكّ أنها مفارقة غاية في الأهمية تكشف عن انعدام الموضوعية، والنزاهة في خطاب الهجوم الحزبي والسياسي، على الإعلام الوطني الفلسطيني، نعني هذه المفارقة، أن يثمن أسرى الحرية دور فضائية فلسطين، لتغطيتها اللافتة، والحثيثة، لقضية أشقائهم الأبطال الستة، الذين شقّوا نفق الحرية، في الوقت الذي تشكّك فيه وسائل الإعلام الحمساوية بدور هذه الفضائية، وبدور مختلف وسائل الإعلام الوطني الفلسطيني، بصدد هذه القضية...!
والمفارقة ملزمة أن نتفحّص أكثر غايات هذا الهجوم على كل المستويات، خاصة إذا ما عرفنا أن هذا الهجوم الذي يزعم بعضه البحث والدراسة (...!!) ممول من بعض دوائر "الإن جي أوز" وهو ليس إلا بحث المنهج الانتقائي الرّغائبي المطلق..!! ويعرف أصحاب هذا البحث أن الرّغائبية لا تستقيم مع البحث العلمي والموضوعي، والنزيه، غير أنهم لأجل حفنة من الدولارات، يهتكون عرض البحث العلمي، ثم يذبحونه من الوريد إلى الوريد...!!.
لعلّنا نأمل من مراكز البحث والدراسة المهنية والنزيهة أن تقدم لنا دراسة محتوى وقراءة موضوعية، لكل ما ينتجه الإعلام الوطني الفلسطيني، في بحث رصين يتناول هذا الإنتاج الموثق بالصوت والصورة والكلمة، وسنقول هنا بثقة تامة إننا نتحدى أن تجد هذه الدراسة، وهذا البحث، ما يبرّر الهجوم المعادي على الإعلام الوطني الفلسطيني، سواء من الناحية المهنية، أو الموضوعية، أو السياسية، أو الوطنية قبل كل شيء.
لن نقول إن الإعلام الوطني الفلسطيني، على أعلى درجات الكمال، والمهنية، لكن هذا الإعلام هو نتاج نهجه الوطني، الذي يظلّ مشغولًا بإنتاج المعرفة الصحيحة، لكل ما يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية العليا، ولكل قضايا المجتمع ومشاغله الأساسية، ولأجل تعميق وعي الدولة، لتعزيز مسيرة الحرية والتحرر، ولتمكين العقد الاجتماعي من الحكم النّزيه.
شاهدوا واقرأوا واستمعوا ثمّ احكموا، ودون ذلك فإنّ أكثر ما يغيب عن الحكم الهجومي على الإعلام الوطني الفلسطيني، هي التّقوى عدا النّزاهة والموضوعية التي لا أُثر لهما في هذا الحكم المدفوع الأجر..!!