أحمد ومحمود وزكريا.. ثلاثة نجوم يضيئون سماء بدو
إيهاب الريماوي
انتهت ثلاثة أسابيع من مطاردة وملاحقة الاحتلال الإسرائيلي للشاب أحمد زهران (35 عاما) من بلدة بدّو، شمال غرب القدس، باغتياله.
هناك، في منطقة عين عجب قرب قرية بيت عنان شمال غرب القدس، اغتيل أحمد مع رفيقيه زكريا إبراهيم بدوان (27 عاما)، ومحمود حميدان (27 عاما)، قرب وادٍ سحيق، عندما حاصرتهم قوة خاصة إسرائيلية بينما كانوا يتواجدون داخل غرفة طوب مسقوفة بـ"الزينكو".
أم قيس الشاهدة على جريمة الاحتلال، والتي يقع منزلها فوق موقع الجريمة مباشرة تقول، إن مروحية إسرائيلية كانت تجوب الوادي منذ ساعات الفجر الأولى، وأعقب ذلك دوي انفجار كبير هز أركان منزلها.
وتضيف، انه بعد إطلاق جنود الاحتلال للصاروخ باتجاه الغرفة الصغيرة سمعت صوت ثلاث رصاصات فقط، ولأن العتمة كانت تسود المنطقة لم تتمكن من معرفة طبيعة الحدث.
عندما بزغ ضوء النهار، شاهدت أم قيس جنود الاحتلال يحملون جثتين ملفوفتين، وثالثا مكشوف الجسم. وعند انسحاب الاحتلال بحدود السابعة صباحا، اتضح أن أحد الشهداء ارتقى أمام الغرفة، والاثنين الآخرين على بعد نحو مئة متر منها.
ورجح شهود أن الشهيد زكريا بدوان اعتقل وهو جريح، وارتقى شهيدا لاحقا، بينما أحمد زهران ارتقى أمام الغرفة، ومحمود حميدان قرب الشهيد بدوان.
"قضينا ثلاثة أسابيع من الترهيب والتخويف لكننا بقينا صامدين وشامخين"، تقول والدة الشهيد أحمد زهران التي اقتحم جيش الاحتلال منزلها لمدة 10 أيام متتالية، حيث كان يفجر الأبواب ويخرب ويكسر الأثاث.
وتضيف ان نجلها الشهيد تمكن من الفرار من جيش الاحتلال الذي جاء لاعتقاله قبل ثلاثة أسابيع، فيما اعتقل الاحتلال 10 من أبنائها وأحفادها خلال الأسابيع الماضية وبينهم زوجة الشهيد أسماء عاصي، والذين ما زالوا رهن الاعتقال.
وهذا هو الفقد الثاني للحاجة "أمينة" والدة الشهيد أحمد، حيث اغتيل نجلها زهران في التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر من العام 1998، كما ارتقى عمهم وجدهم شهيدين.
وعلى مقربة من منزل الشهيد أحمد، يقع منزل الشهيد محمود حميدان، الأسير المحرر الذي أفرج عنه نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي بعد قضائه سبع سنوات في سجون الاحتلال.
ويقول عمه جهاد حميدان، إن محمود كان يستعد للالتحاق لدراسة الماجستير في جامعة القدس المفتوحة، حيث تمكن من نيل شهادة البكالوريوس بينما كان في سجن النقب.
أما الشهيد الثالث زكريا بدوان، فتقول والدته المكلومة، إن نجلها ترك خلفه طفلا يبلغ من العمر أربعة أشهر، وطفلة عمرها عام ونصف العام.