موسى: إرادة إبني خضر تقهر الجوع
رشحت عيون الحاج عدنان موسى بالبكاء، خلال اعتصام تضامني وسط جنين ظهر اليوم، تضامناً مع ابنة خضر، الذي يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 58 يوماً. فيما كان صوته، الذي استخدمه في الماضي للبيع في سوق الخضار، يُدلل على خطيب مفوه، ينتقي عبارات خلطت الدين بالجغرافيا، واستشهدت بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، مثلما انتقدت الغياب الذي يلاقيه ابنه، وسائر أسرى الحرية.
وقال مخاطباً بضع عشرات وقفوا أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه يشعر من التضامن الخجول الذي يشاهده، بأن ابنه يضرب عن الطعام لأجل قضية خاصة، وليس دفاعًا عن كرامة شعب، وضد قرار اعتقال إداري طال المئات من الشبان.
وأضاف بلحية بيضاء، وبتجاعيد وجه لفتها كوفية، وحاصرتها عدسات الصحافة، إنه لا يريد مخاطبة حكام"البيت الأسود"( في إشارة إلى البيت البيض والرئيس الأمريكي)، ولا "خادم الحرمين"، وإنما يناشد أصحاب الضمائر الحية أن يرفعوا صوتهم، لفعل أي شيء، لكنه أكد أن إرادة الله فوق كل شيء، وهي التي ستعلو في النهاية، وقد تعيد إليه ابنه بجسد نحيل في كفن، أو تسمح له بعناقه.
ووفق موسى، فإن ابنه خضر، يقبع اليوم في سجن يطلق عليه الاحتلال( مستشفى زيف)، المقام في صفد، والواقع قبالة جبل الجرمق، أعلى قمة في فلسطين التاريخية، بارتفاع 1250 متراً، لكن إدارات السجون الظالمة، عمدت إلى فتح نوافذ الغرفة التي يقبع فيها ابنه، كي يصاب بالمزيد من الأمراض، ووقع بالفعل ضحية" ذبحة صدرية".
وتابع الحاج السبعيني: إن اعتصام مئة شخص من أجل شاب مضرب عن الطعام منذ شهرين مصيبة. ولو أن سيارة توقفت على بعد خطوات في دوار يحيى عياش( القريب من مكان الاعتصام)، لاحتشد حولها آلاف الأشخاص.
وولد الحاج عدنان محمد عبد الله موسى في بلدة عرابة المجاورة لجنين، وهو الابن الأكبر في أسرة من أربعة أشقاء وثماني شقيقات، وهو أب ثلاثة أبناء وابنة واحدة، والأسير خضر الأصغر فيها.
ويعمل والد الأسير خضر، تاجرا في سوق الخضار في قباطية، وقبلها في جنين منذ نحو أربعين عاما ليكون بذلك احد أقدم تجار الخضار فيها، وهو شريك لتاجر من قباطية منذ ذلك الوقت عمل مع الجد والابن قبل وفاتهما، ويتشارك اليوم مع حفيد شريكه الأول.
وكان عمل أبو محمد في الشرطة الأردنية لبضع سنوات قبل نكسة عام 67، واستقر وقتها في مدينة الزرقاء الأردنية، قبل إنهاء خدماته، وإحالته إلى التقاعد المبكر جدا.ترك موسى المدرسة في مرحلة مبكرة ليساعد والده المريض وغير ميسور الحال، وصاحب العائلة كثيرة الأبناء.
يتابع منذ نحو شهرين إضراب ولده الأصغر( الشيخ خضر)، ويتنقل بين أماكن اعتقاله، ومحاكماته الصورية، وساحات التضامن معه، ولاستقبال المعتصمين والمتضامنين والصحافيين في بيته، ويده على قلبه، خشية أن تمر الساعات القادمة، دون إطلاق سراح جسد يُحاصره الجوع، لكنه يحاصر السّجان.
عن الف