لغة التهديد والوعيد الحمساوية
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
ثمة تقارير صحفية تأتي من غزة وتنقل عن مصادر تفضل عدم ذكر اسمها..!! لكن حين حديثها الذي تنقله هذه التقارير، نكتشف أنها مصادر أمنية حمساوية، وأن حديثها ليس أكثر من تهديدات تعسفية، ضد أي حراك شعبي محتمل، والذي قد يندلع بين لحظة وأخرى احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية في القطاع المكلوم.
ومسبقا جهزت أجهزة حماس الأمنية ذريعتها لتبطش بهذه الاحتجاجات بالادعاء أنها "مدفوعة من جهات خارجية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي الذي يخيم على قطاع غزة (...!!!) " وعلى نحو تعظيم التهديد والوعيد، يذكر المصدر عديم الاسم أنه تم استدعاء عناصر هذه الاحتجاجات إلى مقار الأمن الحمساوية، وتحذيرهم وإنذارهم (...!!) زاعما أن هذا الاستدعاء تم بعد أن رصدت أجهزته الأمنية تحركاتهم، وفي الوقت ذاته يكشف هذا المصدر أنه تم تحذير فصائل العمل الوطني خاصة اليسارية منها، بضرورة ضبط عناصرها، ومنعهم من المشاركة في الاحتجاجات الشعبية المحتملة...!!
ومع أن أسطوانة الجهات الخارجية لم تعد تقنع أحدا، لكن حماس لن تجد سواها أسطوانة تديرها لتبرر قمعها العنيف المقرر لأية احتجاجات مشروعة، وهي على يقين تام، أن تردي الأوضاع المعيشية والأمنية في القطاع المكلوم، وإلى هذا الحد الذي بات يخلف غرقى في بحار بعيدة، عدا عما يخلف في القطاع من عوز وتضور موجع، هذا التردي هو وحده الجهة التي تدفع نحو تفعيل الحراك الشعبي ضد هذه الأوضاع، وترديها، فما عاد الصبر ممكنا، وكذلك الصمت لأن الصمت يظل أقسى أشكال الموت، إذا ما تواصل تجاه أوضاع تهدد الحياة بحد ذاتها، بالقحط واليباس، لا في لقمة العيش فقط، وإنما في حالة الأمن والأمان كذلك، والأخطر في حالة القيم الأخلاقية التي إذا ما أصابها القحط لا قدر الله، فإنها ستخلف وحوشا آدمية ( كنقيب الشرطة...!!) الحمساوي الذي اغتصب طفلة في الرابعة من عمرها، والعياذ بالله ..!! ولا ندري بهذا الشأن البشع، على أي مذهب اخلاقي تربي حماس عناصرها ..؟؟ وعلى أية قيم ومفاهيم أجتماعية تبني أطرها وهي تتجاهل هذه الجريمة المشينة وتذهب للتهديد والوعيد، وتفعل ذلك لأنها من الواضح تماما باتت تستشعر غضب الشارع الغزي، وقد يمنع هذا التهديد وهذا الوعيد اندلاع هذا الغضب، ولكن هذا يظل دائما إلى حين، لا بل إنه كلما منع ازداد كما ونوعا لاندلاع أوسع وأكبر، والمسألة في هذا السياق تظل مسألة وقت، فإن لم يكن اليوم، فغدا، دونما أدنى شك، وحينها لا ينفع المانعين أي ندم...!!
قطاع غزة يتقلب على أوجاعه صبح مساء، وحال لسان أهله اليوم لايؤلم الجرح إلا من كان به ألم، واحتجاجاتهم لن تكون احتجاجات الشكوى، وإنما احتجاجات التنديد والغضب الذي يسعى لشفاء الجسد والروح ، شفاء الحياة أن تعود بعافية الاستقرار والأمن والعزة والكرامة، لتمضي في مسيرة الحرية لأجل الشفاء الأكبر، شفاء فلسطين من جائحة الاحتلال الإسرائيلي البغيضة.