ارفعوا أعلامكم إن كنتم شجعانا ..!!
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
واحدة من أسوأ مخرجات الانقسام البغيض، البيئة الشعبوية التي تعمل حركة حماس على تكريسها للتعاطي مع القضايا الإقليمية، وعلى نحو منحاز لصالح جهات التمويل، ومن خلال جعل هذه البيئة حاضنة لمواقف وهتافات وشعارات هذه الجهات، طالما أنها تظل مدفوعة الأجر، وبمعنى آخر تكريسها كسلعة قابلة للبيع وستكون دائما لمن يدفع أكثر..!! وفي هذه البيئة يغيب صناعها أعلامهم الحزبية ويرفعون علم فلسطين، لادعاء أنها هي صاحبة هذه الشعارات والهتافات المسيئة وبمعنى أخر أنهم يستغلون علم فلسطين للتغطية على مواقفهم القبيحة، فهم يدركون أن شعارات وهتافات البيئة التي يصنعونها، ويبيعونها كمثل سلعة، أنما هي أمر مخز ومعيب الى أبعد حد، وعلى هذا النحو يسيئون الى فلسطين على مستويات مختلفة بل ويطعنون ثوابت سياساتها المبدأية، وخاصة ما يتعلق بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، وما يتعلق بقيمها الأخلاقية، في علاقاتها العربية، ومفهومها للمحيط العربي كعمق استراتيجي لها، ولقضيتها العادلة، ولطالما أمد هذا العمق شعبنا الفلسطيني وحركته الوطنية التحررية، بمختلف أشكال الدعم المادي والسياسي، والذي لا يمكن نكرانه، ولا يجوز نكرانه ولا بأي حال من الأحوال .
ما يجري في غزة هو تعميم لهذه البيئة الشعبوية كوسيلة سياسية أيضا، للتعاطي مع القضايا الإقليمية، بانحيازات مفضوحة، لتسمين الخزينة الحمساوية، وحليفتها الجهاد الإسلامي، وبكونها سلعة فينبغي أن تكون بشعارات، وهتافات كاملة الدسم، وفق شروط ومتطلبات الشاري..!
هذا ما جرى في غزة السبت الماضي، تظاهرات بهتافات لم تكن فلسطينية أبدا، هتافات أساءت وعلى نحو منحط، إلى أشقاء عرب طالما دعموا فلسطين على غير صعيد واحد، ونعني المملكة العربية السعودية، التي طالما دعمت الحركة الوطنية الفلسطينية في نضالها التحرري بالمال والموقف السياسي الوطني والقومي.
ما جرى في غزة تظل حماس مسؤولة عنه، بوصفها السلطة الحاكمة لقطاع غزة المكلوم، ولن تقنع مزاعمها أحدا أنها ليست مع هذه التظاهرات وأنها كانت قد نصحت الجهاد الإسلامي بعدم الخروج فيها ...!!!
إنها سلطة الانقسام البغيض، وليس ثمة مسعى لحماس غير محاولة تأبيد هذه السلطة وبيع ما تؤلف من بيئة شعبوية، لترفع فيها صورة الشراة وتردد فيها هتافاتهم وشعاراتهم ...!!
لن تقبل فلسطين هذا الواقع، ولن ترضاه أبدا وستظل بيئتها شعبية نبيلة في أخلاقياتها الوطنية، وفية لكل يد مدت يد المساعدة لفلسطين وأهلها، وبهتافاتها القومية الجامعة، ومهما كانت ثمة خروقات في الجدار العربي، سيظل هذا الجدار سندا ومسندا للظهر الفلسطيني، لأننا بدونه سنكون بلا عمق استراتيجي، والأخطر في تيه عدمي لا يريده لنا سوى الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الاستيطانية الاستحواذية الشرهة..!! وليعلم الاشقاء العرب أن فلسطين بريئة من كل ما تنتج هذه البيئة الشعبوية صنعية المال الحرام، والتي تحرسها بنادق المليشيا الحمساوية، وسيظل كل ذلك الى حين، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .