مواقع الثرثرة البليدة
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
تنقل بعض المواقع الإعلامية الإلكترونية، هذه التي ما زالت سابحة في مستنقع الضغينة، بثرثرتها البليدة، تنقل ما قاله وزير الجيش الإسرائيلي «بيني غانتس» خلال جلسة حوارية مع الصحفية الألمانية، سعاد المخنث، في ميونخ، عن حل الدولتين بأنه غير ممكن (...!!) وبديل ذلك، كيان للفلسطينيين وليس دولة كاملة ..!! ولا اعتراض على هذا النقل من الناحية المهنية بطبيعة الحال، وإنما على توظيف ما قاله غانتس في إطار مواصلتها التحريض على الرئيس أبو مازن، وبوهم التشفي المريض، وهي تصف أقاويل «غانتس» بأنها «صفعة سياسية جديدة» للقيادة الفلسطينية التي ما زالت ممسكة بحل الدولتين ...!! لا تقرأ هذه المواقع بما كتبت، تطورات الصراع في هذا السياق، ولا ترى شيئا من فعاليات المقاومة الشعبية، والتجسيد الملحمي لعزيمة شجعانها وإصرارهم على المضي في دروب هذه المقاومة، بما يؤكد أن قرار الحل العادل، لن يكون أبدا قرار الاحتلال الإسرائيلي.
ليقل غانتس ما يريد أن يقول في إطار حساباته الحزبية، والحكومية، ورغباته الاستعراضية، فليس قوله هو القدر الذي لا راد له، ولن يكون مطلقا هو القول الفصل، هذا الذي لن يكون لغير فلسطين بقيادتها وشعبها، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، ممثله الشرعي والوحيد.
وبالتأكيد لسنا مع ما قاله غانتس للصحفية الألمانية بهذا الشأن، غير أننا نقرأ بين كلمات ما قال أن موقفه من حل الدولتين، حتى مع توصيفاته السلبية لهذا الحل، فإنه يظل موقفا يحتمل النقاش وهو يؤكد «أنه لايمكن تجاهل الفلسطينيين، لضمان الحقوق الفلسطينية، وأن إسرائيل ستجد نفسها في نهاية المطاف أمام حل يعتمد على كيانين، نحترم فيه السيادة الفلسطينية، والحكم الفلسطيني، ولكن يتم فيه احترام احتياجاتنا الأمنية» ولعلها أول مرة يصف فيها مسؤول إسرائيلي على هذا المستوى، دولته بأنها كيان، ما يجعل الكيان الفلسطيني في المحصلة مجرد تسمية أخرى للدولة التف عليها «غانتس» بهذا التعبير ...!!
هذا ما نقرأ ما بين كلمات «غانتس» وإن كانت هناك صفعة في هذا السياق، فإنها و
«غانتس» يتحدث عن الحقوق الفلسطينية، والسيادة الفلسطينية، صفعة لليمين الإسرائيلي العنصري المتطرف، وفي ذات الوقت، صفعة لأصحاب تلك المواقع الإعلامية الإلكترونية، الذين ما زالوا يتوسلون تصريحات إسرائيلية لتوظيفها في إطار التحريض، والتهجم على القيادة الفلسطينية، متوهمين أن ثرثرتهم في هذا الإطار، يمكن أن تؤتي أكلها الفاسد، لكنه بالقطع لن يكون غير الذي سيأتي عليهم في نهاية المطاف بقدر ما في من عفن التمويل، وفساد المؤامرة .