مساعدات غزة.. لا يتم توزيعها فمن يسرقها؟؟
علي الفرا
تجوب شاحنات بشكل يومي طرقات قطاع غزة على شكل قوافل مساعدات، تحمل كل منها علم دولة شقيقة أو صديقة محملة بالمواد الغذائية على شكل طرود، سرعان ما تختفي آثارها، وتوزيع الكوبونات يسرى على بعض الأسر الفقيرة، دون أن تتناسب مع حجمها.
يقول سائق سيارة أجرة محمود شراب (36 عاما) "أرى عشرات القوافل من المساعدات المحملة بالمواد الغذائية، تمر يوميا من طريق صلاح الدين الذي يصل بين معبر رفح جنوبا، حتى بيت حانون شمالا".
ويضيف "ما يتم توزيعه من المساعدات لا يتناسب نهائيا مع ما أراه يدخل بكميات كبيرة جدا.. فلو تم توزيعها بشكل عادل فحتما ستصل إلى كل محتاج".
من جانبه، يرى عبد الرحمن بركة (50 عاما) سائق شاحنة لتوزيع البضائع للمحال التجارية، أنه رأى قافلة تشمل عشرات الشاحنات تحمل علم ماليزيا تدخل إلى معسكرات الوسطى، وفجأة تختفي، ولا نرى بعدها سوى السيارات المرافقة لها فقط.
وأشار إلى أنه بحكم عمله كان يلاحظ بعض البضائع كتب عليها هدية للشعب الفلسطيني أو ليس للبيع، فلماذا لا يتم توزيعها بشكل فوري وكامل على المحتاجين والفقراء؟ وقال بركة "تخزين المساعدات أمر غير منطقي، فيجب توزيعها على كافة الفقراء والمحتاجين دون النظر لانتماءاتهم الحزبية"، فلا يجب تكرار ما حدث في الحرب الأخيرة على غزة عندما جاءت قوافل ضخمة من الأدوية كمساعدات تم تخزينها، ولم تستخدم، مما أدى إلى تلفها، وعدم الاستفادة منها.
بدوره، أكد محمد النجار (25 عاما)، يعمل كحمّال على شاحنة توزيع البضائع "أن كمية الشاحنات التي يراها محملة بالبضائع كثيرة، وتدخل بشكل شبه يومي تحمل كل منها علم دولة، منها: ماليزيا، وتركيا، وقطر، والجزائر، ومصر، إضافة إلى بعض الدول الأخرى.
وقال النجار الذي أجبرته الظروف على العمل في العتالة، رغم حصوله على دبلوم سكرتارية دولية "عملي ليس ثابتا، فكل يوم في محافظة، ودائما أرى قوافل المساعدات خاصة في شهر رمضان المبارك يتم تخزينها في مخازن، ولكن لا يظهر عليها أنها تتبع مؤسسات رسمية".
وأضاف "في يوم ونحن ننزل البضائع لمحل تجاري في النصيرات وسط القطاع، فوجئنا بكمية كبيرة ومميزة من صناديق المعلبات غالية الثمن كتب عليها هدية من الشعب الإيطالي لغزة"، متسائلاً كيف يتم التعامل مع تلك المساعدات، ولماذا لا يتم توزيعها على الفقراء.
وأشار إلى أن المساعدات يتم تخزينها وتوزيعها بشكل فئوي حزبي، لذلك لا تصل لكافة الفقراء، ويتبقى منها كميات ليست بالقليلة يتم بيعها للمحال التجارية بأسعار أقل.
ووفقا لما أكده برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يعيش 54% من سكان القطاع تحت خط الفقر، والنسبة تزداد مع الوقت، ويعاني 2 من كل 3 أشخاص من انعدام الأمن الغذائي، مبينةً أن 90 ألف شخص استفادوا من قسائم المساعدات الذي يقدمه البرنامج".
كما شدّد البرنامج على أهمية استغلال المساعدات التي تدخل إلى القطاع بشكل أمثل، لتصل لمن يستحقها، وأن يتم وضعها تحت رقابة مشددة من المؤسسات الحقوقية، لضمان عدم تحولها لاستثمار لبعض التجار، وأن تأتي هدية للفقراء فيجدون أنفسهم مجبرون على شرائها.