احملوا أسماءكم وانصرفوا ...
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
والآن، ما الذي على الاحتلال الاسرائيلي أن يدركه وهو يرى ان سياساته الدموية العنيفة ضد شعبنا الفلسطيني، التي بات يواصلها على نحو عنصري محموم، لم تعد قادرة- وهي لم تكن كذلك يوما- على وقف مسيرة الحياة الفلسطينية؟ فها هي حياتنا، حتى وهي في مشهد الدم الزكي، تمضي في دروب الصمود والمقاومة في الوقت الذي تجعل منها دروبا سالكة للبناء والتطور والتنور.
تضمد جراحها بالعمل، والأمل معا، وتشيع شهداءها بهتافات التحدي، وتجعل من أضرحتهم مزارات، تكرس عندها في العقل والوجدان، قيم الحرية، واخلاقياتها الإنسانية، وتؤكد في الصلوات قربها الاصرار الفلسطيني الحاسم، على حتمية تحقيق الخلاص من الاحتلال، ونيل كامل الحرية والاستقلال.
على دولة الاحتلال الاسرائيلي، جيشا، وحكومة، وشعبا، ومستوطنين، أن يوقنوا أن دوامة العنف، ليست وصفة للحياة، وأن الأمن والاستقرار في هذه الحياة، وهذه الأرض سيظل مرهونا بالحل العادل، الذي يحقق السلام العادل والشامل، سلام فلسطين حين دولتها المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية.
على دولة الاحتلال، والعالم أجمع، الوثوق- تماما- بأن اليأس لم يعد كلمة في قاموس الشعب الفلسطيني، ولا حالة في نفوس أبنائه، وانظروا اليوم، وعلى سبيل المثال لا أكثر، إلى ما نفعل في رمضاننا الفضيل، نودع شهداءنا بتشييع مهيب، ونحن الصيام، لا عطش في الهتاف، ولا جوع في إرادة التحدي، ثم لا ننسى شيئا من روح رمضان، وتقاليده الأصيلة، وقيمه الرفيعة، في التآلف والمودة، والرحمة وطيب العلاقات بين الأهل والأحبة، وفي الموائد العامرة بنعم الله كذلك.
إرادة الطبيعة الفلسطينية الخلاقة، قد هزمت اقتراحات اليأس العدمية، وصاغت- وما زالت تصيغ بأسطرة بالغة- قيم الحياة المنتجة، وهي تزرع في حقولها سنديانات الصمود، والوجود، والتحدي، ولطالما تروي هذه السنديانات العظيمة، دماء الشهداء البررة، لطالما ستظل عالية المقام والمكان والمكانة؛ ولهذا سنبقى نردد: "أيها المارون في الكلمات العابرة، احملوا أسماءكم وانصرفوا... فلنا في أرضنا ما نعمل...