التطرف يأكل أصحابه
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
الحريديون في مستوطنة "إلعاد" نددوا بهتافات غاضبة برئيس الحكومة الإسرائيلية "نفتالي بينيت" وطالبوا بنزوله عن منصة الخطابة، بعد أن أدركوا أن العنف الراهن في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، إنما سببه هذه الحكومة، ورئيسها.
هتفوا ضده، وقالوا له بوضوح شديد أنت سبب هذا العنف الراهن، وبمعنى أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، التي يرعاها "بينيت" بجنود وشرطة حكومته، هي التي تحرض على العنف وتدعو له، التي طالما حذرت القيادة الفلسطينية من خطورة هذه الاقتحامات، ودعت العالم أجمع إلى التدخل لوقفها، قبل أن تأتي نار العنف على الأخضر واليابس معا، ودعت إلى ذلك القيادة الفلسطينية، وما زالت تدعو بسلامة خطابها السياسي، الحضاري، والإنساني المسؤول، الذي لا يرى في قتل المدنيين تسوية لحل عادل.
لن نظن أن مستوطني "إلعاد" دعاة سلام بهتافاتهم ضد رئيس حكومتهم، لكنهم باتوا يعرفون أن هذا العنف الذي تغذيه حكومة "بينيت" لن يحقق لهم الأمن والاستقرار، ولعلهم باتوا يعرفون أكثر أن الفلسطينيين، شعب لا يقبل الخضوع، والهزيمة، حتى وحراب الاحتلال تتوغل في خواصرهم خاصة وهم يعلنون في كل وقت أنهم لن يكونوا أبدا مع سفك الدماء، وإنما مع حفظها لأجل سلام عادل في دولتين تعيشان جنبا إلى جنب .
ونعرف كما أخبرنا التاريخ، أن التطرف سيأكل أصحابه، والهزيمة لن تكون لسواه لأنه ضد الطبيعة الإنسانية، ولأنه المعتم، الذي يحاول أن ينال من نور الحق الذي يشع بالنزاهة والاعتدال، والذي أوضح ويوضح بالكلمات المقدسة، أن الله العلي القدير، خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا وإن أكرمهم عند الله أتقاهم .
ماذا سيفعل "بينيت" تجاه ما أدرك مستوطنو مشروعه العنصري المتطرف..؟ لن نتوقع منه صحوة تريه عبث ما يفعل في سياساته العنيفة والدموية ولعله سيذهب إلى مزيد من التطرف ولكن دائما على الباغي تدور الدوائر.