الشهداء الشهود..
لم تكن شيرين أبو عاقلة الصحفية الوحيدة التي ارتقت بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ سبقها العشرات ممن قتلوا في جرائم اقترفها الاحتلال لمنعهم من تغطية جرائم أخرى، حتى يمارس انتهاكاته تحت جنح الظلام.
أبو عاقلة كانت واحدة من الشهود الذين عملوا على امتداد سنوات عمرهم المهني على رصد الجرائم التي تمارس ضد أبناء الشعب الفلسطيني، كما قال الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم.
وتشير إحصاءات لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، إلى أنه ومنذ العام 2000، استشهد 55 صحافيا فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطية ما تشهده الأراضي الفلسطينية من جرائم وانتهاكات.
ومنذ العام 2013، تم رصد ما لا يقل عن 7000جريمة واعتداء من قبل الاحتلال الإسرائيلي، على الصحافيين الفلسطينيين، كما تشير النقابة.
وأكد نقيب الصحافيين ناصر أبو بكر، أن قتل الاحتلال للزميلة شيرين أبو عاقلة بشكل مقصود واستهداف واضح، يجب ألا يثني الصحفيين في فلسطين من الاستمرار في عملهم بكل مهنية والقيام بمهامهم بكامل الانتماء الوطني.
وشدد على أن هذه الجريمة لن تردع الصحفيين عن تتبع واقتفاء أثر مجرمي الاحتلال الإسرائيلي كي لا يفلتوا من العقاب، لاسيما أن الصحفيين الذين تم استهدافهم في مخيم جنين صباح اليوم، وتم إعدام أحدهم وإصابة الآخر كانوا يرتدون الدرع الواقي وخوذة الرأس، والتي تمثل وسائل حماية في المقام الأول، وأسلوباً للإفصاح عن طبيعة العمل الميداني خلال المواجهات والحروب.
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، تم إيداع شكوى رسمية لدى مكتب النائب لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان في لاهاي، باسم نقابة الصحافيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحافيين.
وتتعلق هذه الشكوى بالجرائم التي تقترف بحق الصحافيين الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي، وأعدها محام بريطاني بتوكيل من النقابة والاتحاد، وتتضمن كل الملفات التي استغرق إعدادها نحو عامين.
وخلال العام 2021 ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 368 انتهاكاً بحق الإعلاميين والمؤسسات الصحفية في فلسطين، أبرزها استشهاد الصحفي يوسف محمد أبو حسين، بحسب تقرير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى".
وشملت الاعتداءات المرتكبة خلال العام 2021 ما مجموعه 356 صحفياً وصحفية، و32 مؤسسة إعلامية، معظمها في قطاع غزة.