رصاص الاحتلال يغتال أحلام الأمهات
عزيزة ظاهر- كانت أمه تحلم بتزويجه، أن تفرح به عريسًا، إلا أن رصاصات الاحتلال الإسرائيلي كانت أسرع من أن يتحقق الحلم، تلك الرصاصات الغادرة قتلت الحلم في مهده، 20 رصاصة اخترقت جسد الشاب رامي سرور (24 عامًا)، من قرية نعلين غرب رام الله، بعد أن أطلق عليه عناصر شرطة الاحتلال وابلًا من الرصاص الحي، في منطقة باب القطانين المتاخمة للمسجد الأقصى في القدس المحتلة، فجر يوم 11 أيار/ مايو الجاري، كان متوجها للصلاة في المسجد الأقصى، فأوقفه جنود الاحتلال وقاموا بتفتيشه بشكل استفزازي ومهين، وعندما ابتعد عنهم قليلا أمطروه بوابل من الرصاص، مدعين محاولته تنفيذ عملية طعن، ونقل للعلاج وهو مكبل بقيود الاحتلال، و بعد جلسات في محاكم الاحتلال، ومتابعات حثيثة من محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أفرج عنه بسبب عدم وجود أي إثبات ودليل لرواية الاحتلال، وما زال يرقد فوق سرير العلاج في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة، يغط في غيبوبته، موصولاً بأجهزة الإنعاش في العناية المكثفة، وتحيط به الأجهزة الطبية من كل مكان.
ظل رامي في المشفى وحيدا دون عائلته التي حرمها الاحتلال الحصول على تصاريح زيارة، فاحتضنه نشطاء مقدسيون وأطلقوا دعوات لزيارته والتوجه إليه، و بعد نحو أسبوعين على إصابته تمكنت الأم المكلومة من الوصول إلى المشفى، وفي مشهد مؤلم أخذت الأم تتحسس وجه نجلها وتمسح جبينه بألم وحزن شديدين يعتصران قلبها خشية على حياة ابنها البكر، وهي تتوسل إليه أن يستفيق من غيبوبته وتناجيه بهذه العبارات، "أنا عندك يما، وردتي وروحي يما، قلبي أنت يما، إصحى عشان آخذك معي وأفرح فيك يا نورعيني ونبض قلبي"، وبينما كانت تمسك يده استطاع أن يضغط على يدها بخفةٍ، وابتسم ابتسامة خفيفة وفتح عينيه كاملتيْن لثوانٍ قليلةٍ قبل أن يغلقهما ويغط في غيبوبته مجددا، وقد حظي هذا المشهد المبكي والمؤثر جدا بتعاطف كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغرد النشطاء بإعجاب واستحسان كبير لمشهد فتح رامي لعينيه عندما سمع صوت والدته، وتمنوا له الشفاء العاجل.
وقالت والدة رامي في اتصال هاتفي لـ "الحياة الجديدة" والألم يعتصر قلبها، أن ابنها رامي خضع لعدد من العمليات الجراحية لترميم منطقة البطن، شملت الأمعاء والمعدة وإزالة الطحال والمرارة وجزء من الكبد، على أن يتم استكمال العلاج في أطرافه الأربعة بعد أن تتحسن حالته ويستفيق من غيبوبته.