السعودية تعلن عن ترتيبات وإجراءات جديدة استعدادا لموسم الحج    189 مستعمرا يقتحمون الأقصى    الاحتلال يقتحم سلوان ويفرض مخالفات على المركبات    بطاركة ورؤساء كنائس القدس: قصف مستشفى المعمداني في أحد الشعانين يُعدّ إهانة لجميع المسيحيين    "تذكير": تعديل على ساعات عمل معبر الكرامة اليوم    قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية في محيط نابلس    الاحتلال يقصف مبنى الاستقبال والطوارئ في المستشفى المعمداني ويخرجه عن الخدمة    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة    إصابة مواطن برصاص الاحتلال غرب الخليل    ‫ الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم ال77 على التوالي    قوات الاحتلال تعتدي على ثلاثة مواطنين وتصيبهم بجروح خلال اقتحامها البيرة    خمسة شهداء إثر قصف الاحتلال مدينة دير البلح ومدينة خان يونس    الأمم المتحدة: 12500 مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    حيفا: الشرطة الإسرائيلية تقمع وقفة منددة بالحرب على قطاع غزة    وفد من منظمة التحرير و"فتح" ومؤسسات الأسرى يقدم التعازي للسفير التونسي باستشهاد الطالب خالد0  

وفد من منظمة التحرير و"فتح" ومؤسسات الأسرى يقدم التعازي للسفير التونسي باستشهاد الطالب خالد0

الآن

لنا يوسف..

كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة

إنه الطفل، يوسف سند يوسف قبها، ذو الثلاث سنوات، الذي أوقفه جنود الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز لهم على مدخل قرية طورة الشرقية، جنوب غرب جنين، وأجبروه على خلع قميصه، وصادروا القميص (...!!) وبذريعة صورة البندقية المرسومة عليه، في الوقت الذي كانت فيه بنادقهم الحقيقية موجهة للطفل وذويه..!! ولعلنا هنا قبل أي تعليق على هذا المشهد نسأل العالم أجمع إذا كانت صورة البندقية على قميص طفل تستحق مصادرة القميص، أو ليس الأسلم، والأصح، والأصوب، والأعدل مصادرة بنادق الجنود في الأرض التي يحتلونها، البنادق التي تظل مشرعة، وجاهزة للقتل كيفما اتفق ..؟؟؟

خاف جنود الاحتلال من قميص يوسف، وقدّوه من أمام هذه المرة، ويوسف لم يكن خائفا هكذا قال حين كانوا يجردونه من قميصه، جنود خائفون، وطفل شجاع غير خواف، وهذا دون أي جدل ما يدل على حقيقة «خوف الغزاة من الذكريات، والأغنيات» معا، فبندقية يوسف على قميصه صورةً، لم تكن أكثر من أغنية من أغنيات التحدي الفلسطينية.

لن نكون من هواة البنادق، غير أنه ينبغي دائما الحفر في الذاكرة، أن هذا الصراع إن لم ينته على طاولة المفاوضات، بإقرار السلام العادل، فإن النار ستمتد جيلا بعد جيل، والرسالة أن شعب فلسطين ليس بوارد الاستسلام، ولا بأي شكل من الأشكال، ولا بأي حال من الأحوال، ومن خوف الجنود من قميص يوسف، على المحتل أن يدرك أن حياته مع البندقية، وداخل الدبابة، ستظل غير ممكنة، وأن احتلاله مع هذا الخوف محض عبث، ووحده من سيدفع ثمن هذا العبث وهو في طريقه إلى الهاوية .

سيشتري يوسف قميصا آخر، وعلى جنود الاحتلال أن يعرفوا أن القميص الذي استولوا عليه، سيظل هو كبير القمصان عند يوسف في ذاكرته الطرية، وسيروي حين يغدو رجلا بعون الله ورعايته، حكاية القميص ضاحكا مستهزئا من جنود الاحتلال الذين كانوا هنا، وقد رحلوا عن وطنه صاغرين لإرادة فلسطين وشعبها إرادة الحق والعدل والسلام.

لنا يوسف فماذا لدى الاحتلال..؟؟

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House