قرية "أم النصر".. رعب "حماس" للأهالي ومنح "أراضي الدولة" لموظفيها بدل رواتبهم
غزة- رام الله- تواصل الاستنكار الوطني والحقوقي، لهجوم قوات حماس الأمنية على قرية أم النصر الواقعة شمال قطاع غزة الخميس الماضي، وهدم المنازل فيها، واستهداف أبنائها بالرصاص الحي ما أدى لوقوع إصابات بينها إصابة خطيرة، في محاولة من حماس وما يسمى بـ"سلطة الأراضي" التابعة لها، للاستيلاء على أراضي أهالي القرية.
وكانت قوات كبيرة تابعة لـ"حماس"، قد هاجمت الخميس الماضي، سكان القرية البدوية الواقعة شمال قطاع غزة بمحاذاة السياج الحدودي، وتحت أعين قوات الاحتلال، وقامت بإطلاق النار تجاه المدنيين، وأصابت عددا منهم وصفت جروح أحدهم بالخطيرة، فيما اعتدت بالضرب المبرح على آخرين بينهم نساء وأطفال.
ممثل قبيلة الرميلات: هجوم "حماس" كان مرعباً
وقال ممثل عائلة قبيلة الرميلات في قرية أم النصر البدوية شمال قطاع غزة وصفي الأزرق، "إن هجوم عناصر أمن "حماس" على مواطني البلدة كان مرعبا".
وأضاف الأزرق في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، ان الرئيس الشهيد ياسر عرفات كان منح المواطنين هناك الحق في البناء بتلك الأراضي، التي شكلت درعا واقية، من استيلاء الاحتلال عليها، والتوسع لصالح الاستيطان، إلا أن "حماس" كافأتهم بالاعتداء عليهم، واصابة واعتقال العشرات من المواطنين، بينهم حالة خطيرة.
وأوضح الأزرق، ان هذا الاقتحام للمنطقة هو الثاني منذ أسبوعين، حيث هدمت سابقا منزلين آخرين.
الزق: "حماس" تسلم أراضي الدولة لموظفيها بدل رواتبهم
وقال أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق إن حركة "حماس" تقوم بتسليم أراضي الدولة لموظفيها بدل الرواتب في إجراء غير قانوني، وفي الوقت ذاته تهاجم المواطنين، وتصيب وتعتقل العشرات منهم في قرية ام النصر الحدودية، بدعوى إنفاذ القانون.
وأضاف الزق، إن "حماس" تسيطر على الأراضي العامة في القطاع، لتنفيذ مشاريع خاصة بها، في الوقت الذي يجب ان تخصص فيه تلك الأراضي لإقامة مستشفيات ومراكز خدمات للمواطنين.
"النضال الشعبي": تشكيل لجنة تحقيق "ذر للرماد في العيون"
واعتبر عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح، أن حديث "حماس" عن تشكيل لجنة تحقيق في حادثة قرية أم النصر، وإحالة عناصر من شرطتها للتحقيق، ما هو الا "ذر للرماد في العيون"، وفقط لتهدئة الوضع، في ظل حالة الاستياء التي سادت في القطاع.
وأضاف قديح، أن هناك أراضي حكومية كثيرة في القطاع توزعها "حماس" على قادتها بغير وجه حق، إلا أن ما حصل من مهاجمة المواطنين في قرية ام النصر بحجة إزالة التعديات، واعتداءها بالسلاح عليهم، أمر غير مبرر ومرفوض، الأمر الذي يضرب بنيتنا الداخلية وقضيتنا الوطنية أمام مواجهتنا للاحتلال.
وأعلن قديح عن اجتماع ستعقده القوى السياسية، غدا الأحد، لمناقشة عدوان "حماس" المسلح بحق الأهالي في قرية أم النصر شمال غزة، ولضمان عدم تكرار مثل هذه التعديات على المواطنين.
حزب الشعب: اعتداء يهدف لإقامة مشاريع استثنائية تديرها سلطة الأمر الواقع
واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض أن هجوم حركة "حماس" على قرية أم النصر بدعوى إنفاذ القانون، يهدف إلى "مصادرة أراضٍ من القرية البدوية، لإقامة مشاريع ذات طابع استثنائي تديره سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة".
وأضاف العوض، أن إصابة واعتقال العشرات من المواطنين وهدم منزل أحدهم من قبل أجهزة "حماس" أمر مرفوض ومدان من الكل الفلسطيني، ويجب ألا يتكرر.
وأوضح العوض أن "حماس" تستخدم العصا الغليظة بشكل تعسفي في كثير من المسائل، وهو ما يؤدى إلى مزيد من الاحتقان على الساحة الفلسطينية، ويوتر الأجواء الداخلية.
"الهيئة المستقلة": كان ينبغي على "حماس" مراعاة الحاجات الإنسانية للمواطنين
وقال نائب مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان جميل سرحان إنه كان ينبغي على حركة "حماس" قبل أن تقدم على هدم منازل المواطنين وتشريدهم في قرية أم النصر الحدودية، مراعاة حاجاتهم الإنسانية، وخاصة حقهم في السكن.
وأكد سرحان في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، أن المؤسسات الحقوقية أصدرت بيانات ضد ما جرى مع المواطنين في القرية، مشدداً على ضرورة متابعة ما جرى، وإنصاف المواطنين، ومحاسبة من قاموا بهذه الأفعال.