محمد مرعي .. حبيب المخيم
جنين- وفا- فاطمة إبراهيم وثائر أبو بكر- على مدخل ثلاجة الموتى في مستشفى جنين الحكومي وقفت قريبة الشهيد محمد ماهر مرعي الذي قتله رصاص الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، خلال اقتحام مدينة جنين، تغني وتزغرد له، بينما احتضنت قريبة أخرى جثمان الشهيد ذي الــ25 عاماَ المسجى على السرير وقبّلته لآخر مرة.
محمد مرعي استشهد بعد إصابته بالصدر والبطن، برصاص قناص إسرائيلي خلال اقتحام قوات الاحتلال لحي المراح وسط مدينة جنين.
كان محمد "متوجها إلى مركز المدينة رفقة ابن عمه، وحين تفاجأ باقتحام جيش الاحتلال وقف بجانب الشارع، لكن قناصا أصابه في صدره وبطنه، ومنع ابن عمه من إسعافه"، يقول والده ماهر مرعي.
"أعدموه"، تابع والده الذي كان يتحدث ويحاول تمالك نفسه بين أقربائه وعائلته في انتظار خروج جثمان ابنه من المستشفى حيث أعلنت وفاته هناك.
ويؤكد والده أن الرصاصة التي أصيب بها محمد هي من نوع (250 م) المحرمة دوليا.
وفي تفاصيل الساعات الأخيرة لمحمد، يقول والده إنه اتصل به بحدود الساعة الثانية عشرة ليلا، وقال لي إنه في طريقه للمنزل، ومع ساعات الصباح الأولى تجهز وخرج من المنزل برفقة ابن عمه متجها إلى جنين حيث استشهد فور وصوله إلى منطقة اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف "محمد كان شديد التأثر على استشهاد ابن خالته براء لحلوح، الذي استشهد قبل نحو أسبوعين، وكان يرفض باستمرار محاولة إقناعه بالزواج وبناء منزل".
وتابع: "كنت أشعر دائماً بحزنه وتأثره على استشهاد أقربائه، أحمد الذي استشهد عام 2003، وابن عمه مجد الذي استشهد عام 2013، وبراء قبل 12 يوم".
ويصف والد الشهيد محمد ابنه، "كان عندي 3 أبناء واليوم فقدت أحدهم برصاص قناص اسرائيلي، كان الأوسط بين أشقائه، لم يتمكن من إكمال تعليمه لكنه كان محبوبا بين أقرانه، طيب القلب، صديق وفي، متلزم، خلوق جداً يحب المخيم وأهل المخيم".
وفي ساحة المستشفى يسمع بكاء أصدقاء الشهيد الذين تجمعوا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل تشييعيه إلى مقبرة مخيم جنين. ينادي أحدهم عليه "بكرت كثير يا محمد، بكرت كثير يا أخوي".
بعد صلاة الظهر انطلقت مسيرة تشييع الشهيد مرعي من مستشفى جنين الحكومي إلى منزله في مخيم جنين ثم إلى مقبرة المخيم حيث دفن هناك.