الاحتلال يضيّق الخناق على أهالي "كفر لاقف"
قلقيلية -وفا– ميساء عمر- معاناة أهالي قرية "كفر لاقف" شرق قلقيلية تزداد يوما بعد يوم، بسبب الاقتحامات الليلية المتكررة، وحواجز الاحتلال العسكرية التي تعرقل حركة تنقلهم، لا سيما تلك الفجائية التي دأبت على وضعها منذ أسبوعين بشكل يومي على مدخل القرية الرئيس.
الموظفة "عزيزة عساف" ... حالة من حالات كثيرة تعاني كل يوم بسبب حواجز الاحتلال، فما أن اجتازت بمركبتها الحاجز، قام أحد الجنود بسحب الجنزير الحديدي المدبب على الأرض الذي يرافقهم على الحواجز الطيارة، ما تسبب في إعطاب إطارات مركبتها، وتسبب بتأخرها عن عملها لما يقارب الـ3 ساعات.
السائق أحمد الحوراني، الذي يعمل على شاحنة لنقل المواد التموينية من وإلى القرية، هو الآخر تعرض للمضايقة بسبب إجراءات الاحتلال، ويقول:" أخضع لمعاملة فظة وتفتيش دقيق لما أحمله من بضائع، وقد يستغرق الأمر ساعات، وما زاد الأمر سوءا تعمد قوات الاحتلال إعطاب إطارات مركبتي مؤخرا، والمكوث لوقت ليس بقصير في جو حار لإصلاحها".
من جانبه، يقول علي دربية من قرية جينصافوط المجاورة، وهو صاحب مزرعة دجاج بالقرية، انه خلال ذهابه كل صباح إلى عمله، يحتجز الجنود الشبان الأربعة الذين يرافقونه إلى العمل قبل إفلاتهم، بحجة الفحص الأمني، وبعدما يتم تفتيشهم.
ويتابع دربية: هذا الأمر أصبح يشكل إرهاقا للمزارعين، خاصة أنه لا يوجد مدخل آخر للقرية يسلكه المواطنون تجنبا للمرور عن هذا الحاجز، فالخيار الوحيد أمامهم هو الصبر والثبات".
أما الطالبة الجامعية هبة عبد الله فقد اختارت السير على الأقدام 3 كيلو مترات للوصول إلى الحاجز، والصعود بمركبة الأجرة التي تكون بإنتظارها، تجنبا لأزمة الحاجز، والتأخر عن محاضراتها.
إن الموقع الاستراتيجي للقرية جعلها محط أطماع الاحتلال، فهي تقع على الشارع الرئيسي الذي يربط محافظة قلقيلية بمحافظة نابلس، بالقرب من اكبر تجمع استيطاني يدعى "قرنين" ويضم تجمع "قرنيه شمرون، و جينات شمرون، معاليه شمرون"، واللواتي يفصلن محافظتي قلقيلية وسلفيت.
ويقول رئيس المجلس القروي نايف جبر إن القرية تعاني من هجمة شرسة، فالاحتلال يحاصرها ويقتحمها صباح مساء، وخلال الاقتحام يتم إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية المسيلة للدموع، التي تسبب الاختناقات وتقوم بإرعاب المواطنين، بحجج واهية.
ويضيف: ان اجراءات الاحتلال هذه بدعوى رشق فتية من القرية للحجارة على دوريات الاحتلال، لكن هذا الادعاء مرفوض، بل هو مبرر لفرض سياسة العقاب الجماعي الذي يسعى الاحتلال من خلاله للسيطرة على أراضي القرية، وبسط سلطته عليها بشتى الطرق، ولكن ومع ذلك نحن سنبقى متشبثين بأرضنا نقاوم بكافة السبل.
وبحسب مسؤول ملف الاستيطان محمد ابو الشيخ "ان الاحتلال استولى على ما يقارب 500 دونم من القرية، من أصل مساحتها 2809 دونما، ومسموح البناء فقط للمواطنين على مساحة 341 دونما، ما يمنع اي امكانية للتمدد العمراني لأهالي القرية، عبر اخطارات وقف البناء والهدم.
ويكمل قائلا: وتيرة الاستيطان في تصاعد مستمر ليس فقط بقرية كفر لاقف، وإنما بالمحافظة ككل، فمنذ بداية العام الجاري تم اصدار 51 إخطارا للمحافظة، و3 عمليات بالهدم.