الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

تالا ناصر صلاح.. الرد بالتفوق

تالا ووالدتها

جنين- عاطف أبو الرب- عاشت مرارة الفقر، وقررت أن تأخذ بيد أسرتها إلى وضع اقتصادي أفضل، فواصلت الليل بالنهار من أجل أن تحصل على نتيجة في المدرسة تمكنها من الحصول للدراسة الجامعية، عسى أن تساهم بتحسين وضع العائلة، ومساعدة والدها الذي يعاني من إعاقة حركية جراء إصابته برصاص الاحتلال، وكانت على يقين بأن الله معها، وأنها ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق الغاية.

في حزيران 2022 انطلقت امتحانات الثانوية العامة، فتقدمت لامتحان اللغة العربية، وشعرت بارتياح كبير. وبدأ الاستعداد لامتحان الفيزياء، ثاني امتحان لطلبة الفرع العلمي، يوم واحد قبل الامتحان، صعقت تالا ناصر صلاح عندما وصلها نبأ استشهاد شقيقها يوسف، ليلتحق بشقيقها الأول سعيد، الذي استشهد في انتفاضة الأقصى.

وتقول الطالبة تالا صلاح الحاصلة على معدل 92.7 فرع علمي في امتحان الثانوية العامة لـ"الحياة الجديدة": "قضيت يوم الخميس مع أخي يوسف في شقته التي كنا نجهزها له، على أمل أن تكون بيت المستقبل، حاولت الدراسة في شقته بعيداً عن العائلة على أمل الحصول على جو أكثر هدوءاً، وقضيت مع يوسف معظم اليوم".

وتضيف: "خرج يوسف في ساعة متأخرة من الليل ومعه ملابس السباحة، وأكد أن سيتجه مع أصحابه للمسبح.

وحوالي الساعة الثانية ليلاً كان صوت الرصاص غير عادي، فطلبت من والدتي الاتصال مع يوسف للاطمئنان عليه، فرد عليها وأكد لها أن يراقب ما يجري، وإنه بعيداً عن الخطر".

وأضافت تالا: لم يمضي الكثير حتى جاءنا نبأ استشهاده، بداية رفضت الخبر، ولم اقتنع بأن يوسف استشهد، ولازمنا هذا الشعور وقت طويل.

وقالت في اليوم الأول لاستشهاد يوسف لم أكن أعرف ماذا علي أن أقوم به، فاليوم التالي امتحان فيزياء وكيف لي أن اتقدم لامتحان وبيت العزاء في بيتنا، لكن قرار وزير التربية والتعليم كان بمثابة إنقاذ حقيقي لي مما أنا فيه.

وأضافت: هي أيام قليلة وجدت خلالها الدعم من كل المحيطين بي، خاصة إحدى المعلمات وهي صديقة لي، حضرت للبيت واصطحبتني أكثر من يوم لبيتها لإبعادي عن جول الحزن وبيت العزاء، وقد شكل ذلك حافزاً كبيراً لاستعادة الهمة وموصلة الطريق، فبعد امتحان الفيزياء عدت لقاعات الامتحانات رغم الجرح والألم، لكن كان علي أن أثبت أننا أقوياء، وأننا رغم الفقدان لن ننهزم.

وعن توقعاتها أشارت تالا صلاح بأن نتيجتها قريبة من توقعاتها، فبعد الامتحانات أكدت أنها ستحصل على مجموع ما بين 92 – 93 ، وذلك رغم كل ما مرت به من معاناة.

ساعة استلام رسالة بالنتيجة كان الجميع في البيت يبكي، فهذه لحظة تفتقد فيها العائلة الشهيدين يوسف وسعد، ويوسف بشكل خاص الذي قتله الاحتلال وسرق من العائلة فرحاً كبيراً، لكن التفاف العائلة والأصدقاء حولها خفف من حزنها، وقالت: لقد كان لموقف الوزارة والأهل والأصدقاء تأثير كبير في شد أزري، وتحفيزي على مواصلة الطريق.

وعن تخطيطها، أكدت أنها تسعى لدراسة الصيدلة التي طالما حلمت بها، وأشارت إلى أنها تلقت وعود كثيرة بعدم التخلي عنها، وتأمل أن تترجم هذه الوعود إلى أفعال، وأن تلتحق بكلية الصيدلة، لتحقق أحلامها، وتساعد أهلها، وتخفف عن والدها تكاليف وأعباء الدراسة، خاصة أن الوالد والعائلة يعتمدون على مخصص من مؤسسة الجرحى وأسر الشهداء.

وأهدت تالا نجاحها لأرواح الشهداء بشكل عام، ولشقيقها الشهيدين يوسف وسعد بشكل خاص.

 

 

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024