ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 404 شهداء    لازاريني بعد استئناف حرب الإبادة: مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا بغزة    "فتح" تدين استئناف الاحتلال حرب الإبادة في قطاع غزة وتدعو إلى محاكمته على جرائمه    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ51    نزوح عشرات المواطنين من بيت حانون باتجاه جباليا شمال قطاع غزة    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 326 شهيدا    الاحتلال يطالب بإخلاء مناطق شمال وجنوب قطاع غزة    منسق أممي: المواطنون في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها    فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الـ57 على التوالي    الاحتلال يستأنف عدوانه على غزة: أكثر من 254 شهيدا وعشرات الجرحى والمفقودين    قوات الاحتلال تقتحم الحي الشرقي من مدينة جنين    استشهاد شاب وإصابة ثلاثة آخرين برصاص الاحتلال في قلقيلية    "الداخلية": لا صحة للأنباء عن توقف اصدار الجوازات للأسرى المُبعدين    الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى طولكرم ومخيميها ويواصل تهجير العائلات  

الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى طولكرم ومخيميها ويواصل تهجير العائلات

الآن

تالا ناصر صلاح.. الرد بالتفوق

تالا ووالدتها

جنين- عاطف أبو الرب- عاشت مرارة الفقر، وقررت أن تأخذ بيد أسرتها إلى وضع اقتصادي أفضل، فواصلت الليل بالنهار من أجل أن تحصل على نتيجة في المدرسة تمكنها من الحصول للدراسة الجامعية، عسى أن تساهم بتحسين وضع العائلة، ومساعدة والدها الذي يعاني من إعاقة حركية جراء إصابته برصاص الاحتلال، وكانت على يقين بأن الله معها، وأنها ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق الغاية.

في حزيران 2022 انطلقت امتحانات الثانوية العامة، فتقدمت لامتحان اللغة العربية، وشعرت بارتياح كبير. وبدأ الاستعداد لامتحان الفيزياء، ثاني امتحان لطلبة الفرع العلمي، يوم واحد قبل الامتحان، صعقت تالا ناصر صلاح عندما وصلها نبأ استشهاد شقيقها يوسف، ليلتحق بشقيقها الأول سعيد، الذي استشهد في انتفاضة الأقصى.

وتقول الطالبة تالا صلاح الحاصلة على معدل 92.7 فرع علمي في امتحان الثانوية العامة لـ"الحياة الجديدة": "قضيت يوم الخميس مع أخي يوسف في شقته التي كنا نجهزها له، على أمل أن تكون بيت المستقبل، حاولت الدراسة في شقته بعيداً عن العائلة على أمل الحصول على جو أكثر هدوءاً، وقضيت مع يوسف معظم اليوم".

وتضيف: "خرج يوسف في ساعة متأخرة من الليل ومعه ملابس السباحة، وأكد أن سيتجه مع أصحابه للمسبح.

وحوالي الساعة الثانية ليلاً كان صوت الرصاص غير عادي، فطلبت من والدتي الاتصال مع يوسف للاطمئنان عليه، فرد عليها وأكد لها أن يراقب ما يجري، وإنه بعيداً عن الخطر".

وأضافت تالا: لم يمضي الكثير حتى جاءنا نبأ استشهاده، بداية رفضت الخبر، ولم اقتنع بأن يوسف استشهد، ولازمنا هذا الشعور وقت طويل.

وقالت في اليوم الأول لاستشهاد يوسف لم أكن أعرف ماذا علي أن أقوم به، فاليوم التالي امتحان فيزياء وكيف لي أن اتقدم لامتحان وبيت العزاء في بيتنا، لكن قرار وزير التربية والتعليم كان بمثابة إنقاذ حقيقي لي مما أنا فيه.

وأضافت: هي أيام قليلة وجدت خلالها الدعم من كل المحيطين بي، خاصة إحدى المعلمات وهي صديقة لي، حضرت للبيت واصطحبتني أكثر من يوم لبيتها لإبعادي عن جول الحزن وبيت العزاء، وقد شكل ذلك حافزاً كبيراً لاستعادة الهمة وموصلة الطريق، فبعد امتحان الفيزياء عدت لقاعات الامتحانات رغم الجرح والألم، لكن كان علي أن أثبت أننا أقوياء، وأننا رغم الفقدان لن ننهزم.

وعن توقعاتها أشارت تالا صلاح بأن نتيجتها قريبة من توقعاتها، فبعد الامتحانات أكدت أنها ستحصل على مجموع ما بين 92 – 93 ، وذلك رغم كل ما مرت به من معاناة.

ساعة استلام رسالة بالنتيجة كان الجميع في البيت يبكي، فهذه لحظة تفتقد فيها العائلة الشهيدين يوسف وسعد، ويوسف بشكل خاص الذي قتله الاحتلال وسرق من العائلة فرحاً كبيراً، لكن التفاف العائلة والأصدقاء حولها خفف من حزنها، وقالت: لقد كان لموقف الوزارة والأهل والأصدقاء تأثير كبير في شد أزري، وتحفيزي على مواصلة الطريق.

وعن تخطيطها، أكدت أنها تسعى لدراسة الصيدلة التي طالما حلمت بها، وأشارت إلى أنها تلقت وعود كثيرة بعدم التخلي عنها، وتأمل أن تترجم هذه الوعود إلى أفعال، وأن تلتحق بكلية الصيدلة، لتحقق أحلامها، وتساعد أهلها، وتخفف عن والدها تكاليف وأعباء الدراسة، خاصة أن الوالد والعائلة يعتمدون على مخصص من مؤسسة الجرحى وأسر الشهداء.

وأهدت تالا نجاحها لأرواح الشهداء بشكل عام، ولشقيقها الشهيدين يوسف وسعد بشكل خاص.

 

 

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House