في غزة.. عشرون عاما بين استشهاد الأب ونجله
أكرم اللوح- عشرون عاما مرت على استشهاد الأب سلمان قدوم خلال مشاركته في عملية نفذتها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وكتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديمقراطية قرب مستوطنة "نيتساريم" جنوب مدينة غزة، ليلتحق به نجله يوسف سلمان قدوم أمس في قصف إسرائيلي استهدفه أمام منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
فترة زمنية امتدت من تاريخ الـ١٣ من حزيران عام ٢٠٠٢، حين اقتحم مقاتلون بينهم الشهيد سلمان قدوم ومسلحون ببنادق كلاشينكوف وقنابل يدوية مستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة، في محاولة لاختطاف جندي إسرائيلي، فاستشهدوا جميعا، وحتى تاريخ الخامس من آب من عام ٢٠٢٢، كان الشاب الابن يوسف سلمان قدوم على موعد مع الشهادة حين أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا على مجموعة من المواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فاستشهد برفقة الطفلة آلاء عبد الله رياض قدوم "٥ سنوات" والمسن عماد عبد الرحيم إبراهيم شلح "٥٢ عاما".
الشاب الشهيد يوسف قدوم "٢٤ عاما" الذي استشهد والده حين كان يبلغ من العمر أربع سنوات، يمارس رياضة الدفاع عن النفس، ويعتبر أحد المخضرمين في تلك اللعبة في نادي الزيتون الرياضي.
ويقول أحد أقاربه:" قضى يوسف عمره مستذكرا بطولات والده الشهيد، وكان دوما يتمنى أن يلتحق به شهيدا، وقد نال ما كان يتمناه، وكان كثير الحديث عن العملية البطولية التي نفذها والده برفقة أربعة من أبطال كتائب الأقصى والمقاومة الوطنية".
ويُضيف في حديث لـ "الحياة الجديدة": كان خبر استشهاد يوسف مأساويا على عائلته، التي لا تزال تتذكر والده الشهيد" مؤكدا أن جنازة التشييع لم يشهد لها حي الشجاعية مثيلا، وخرج الأطفال والنساء في وادعه، فقد كان إنسانا لطيفا خلوقا ويعامل كل من عرفه باللين والرفق، وكان بشوشا مبتسما طوال الوقت.
ووفقا لعائلته، فقد تزامنت حادثة اغتيال يوسف قدوم مع قصف طائرات إسرائيلية لبرج فلسطين وسط مدينة غزة، التي راح ضحيتها عدد من المواطنين بينهم أحد قادة الفصائل بغزة، مشيرة إلى أن القصف كان من طائرة إسرائيلية بدون طيار أطلقت صاروخا واحدا اتجاه مجموعة من المواطنين في حي وادي الشجاعية شرق غزة، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين.
ويشار إلى أن الشهداء الأربعة الذين سقطوا مع الشهيد سلمان قدوم في عملية "نيتساريم" عام ٢٠٠٢م هم أسامة النجار (25 عاما) من بلدة الزوايدة من وسط القطاع، وشادي أبو والي (24 عاماً) من مخيم النصيرات، واحمد الشريحي (26 عاما) من دير البلح، وعبد الرحمن الهباش (32 عاما) من منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة.