لوحة بلون الدم رسمها جندي احتلالي بقذيفة دبابة للفنانة دنيانا العمور
فارقت الحياة وهي متشبثة بالأمل
أكرم اللوح- لم تكن لوحاتها المليئة بالألوان الزاهية، حديثا للشارع الفلسطيني، لكنها كانت تشبهها في بساطة روحها وتواضعها مع عائلتها وأصدقائها، فكانت ريشتها وأوراقها وخيالها دوما حاضرة في لغة الجمال والخيال لإنتاج لوحاتها الفنية، وفجأة وبلا سابق إنذار قرر الاحتلال رسم لوحة دموية للشهيدة الشابة دنيانا عدنان العمور "٢١ عاما" من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
يقول محمد العمور أحد أقرباء الشهيدة:" كانت العائلة تجلس في فناء المنزل، وسمعنا صوت إطلاق نار مفاجئ من الأبراج العسكرية الإسرائيلية المحاذية للسياج الفاصل شرق مدينة خان يونس، أعقبه صوت انفجار كبير ناجم عن سقوط قذيفة مدفعية وسط منزل الشهيدة".
ويضيف العمور لـ "الحياة الجديدة": هرعنا للمنزل المستهدف، ووجدنا الشهيدة دنيانا العمور وقد فارقت الحياة على الفور بسبب شظايا القذيفة الاسرائيلية، التي أصابت أنحاء متفرقة من جسدها الطاهر"، مضيفا:" كانت الأوضاع في المنطقة طبيعية ولا يوجد أي مبرر لهذا الاستهداف، وكانت حركة الآليات العسكرية الإسرائيلية عادية ولا تؤشر عن وجود نشاط عسكري".
ويؤكد العمور أن الشهيدة ارتقت في أول انفجار استهدف مناطق شرق قطاع غزة، عقب اغتيال مجموعة من المواطنين في شقة سكنية وسط مدينة غزة، مشيرا إلى أن منزل العائلة المستهدف بسيط ولا يصلح للسكن وقدمته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين للعائلة، ويبعد حوالي كيلومترين عن السياج الفاصل شرق خان يونس.
وعن الشهيدة دنيانا العمور تقول صديقتها ميار بشير:" لا يمكن لأي شخص عرفها أن ينساها بسهولة، فما زالت مقولتها التي كانت تنشرها دوما بعد رسم أي لوحة فنية حاضرة في ذهني، وكانت تقول عن أعمالها التي تلقى دوما احترام وتقدير الآخرين:" لم أفعل شيئا مدهشا، ولكني أحاول وسط هذه العزلة، أن أجعل الحياة ممكنة التحمل".
وتضيف بشير:" كانت الشهيدة سامية الاخلاق، مرهفة الإحساس، وكانت لوحاتها الجميلة توحي بالأمل رغم الوجع، ومدى قدرتها على تحمل العيش مع ملوني إنسان في سجن معلق منذ أكثر من ١٥ عاما".
ففي إحدى لوحاتها، تظهر فتاة بعيون واسعة، يختفي نصف وجهها خلف جدار، تقول عن هذه اللوحة إن فيها "انتظار"، إلا أنها اعتنقت منذ زمن مقولة كررتها " أخبروا أحلامنا أننا لن نتوب عنها حتى نصلها".