"الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 35.091 شهيدا و78.827 مصابا    فتوح يدين تصريحات السيناتور غراهام بشأن غزة    "فتح" تثمن دور الصين في رعاية الحوار الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطني    مستعمرون يمنعون مرور شاحنات مساعدات من الضفة إلى غزة    الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع  

الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع

الآن

الشهيد الشحام .. اخطأوا المنزل وأعدموه بكاتم صوت

 إيهاب الريماوي

"أخطأنا المنزل".. بكل بساطة برر أحد جنود الاحتلال لوالدة الشهيد الشاب محمد ابراهيم الشحام (21 عاما)، اعدام نجلها بدم بارد أمام أنظار عائلته.

في تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا، استيقظ ابراهيم الشحام من نومه فزعا جراء الطرقات المخيفة لجنود الاحتلال على باب منزله، في بلدة كفر عقب شمال مدينة القدس، وتفجيره بعد ثوانٍ معدودة، وإطلاق الرصاص صوب رأس نجله محمد، الذي كان يقف إلى جانبه.

والدة الشحام، تقول: "اعتقد محمد بأن لصوصا يحاولون اقتحام البيت، فقفز من سريره نحو الباب، وما إن وصل حتى قام جنود الاحتلال بتفجيره، واطلاق الرصاص من سلاح كاتم للصوت نحو رأسه".

صِحت في وجه جنود الاحتلال، وأخبرني أحدهم أنهم جاءوا إلى البيت الخطأ!، وأيضاً أطلقوا الرصاص عن طريق الخطأ!، رغم أنهم فجروا باب المنزل وقتلوا محمد على الفور دون سابق إنذار، وحتى دون الاستعلام عن هويات العائلة.

وتضيف: "حاولت إسعاف محمد، وأمسكت بيديه، فنظر إلي وابتسم، وأصدر صوت أنين خافت، ثم دفعني جنود الاحتلال ومنعوني من الاقتراب، ثم أبعدونا إلى المنزل المجاور".

والد الشهيد يقول: رددّت اسم ابني مرات، ثم نزلت نحو رأسه للاطمئنان عليه، فهاجمني أنا وأفراد عائلتي جنود الاحتلال، وقيدونا ثم أبعدونا إلى منزل المواطن طارق الزرو المجاور".

ويضيف: أصابت رصاصة واحدة رأس محمد من مسافة الصفر، فيما أصابت الطلقات الثلاث الأخرى جدران المنزل، ولولا أنني احتميت مع نجلي سند خلف الباب، لأصابتنا الطلقات.

رفع الجنود قدمي محمد على المغسلة الموجودة على يسار مدخل البيت الواقع في الطابق الثالث، بقي على هذه الوضعية 40 دقيقة حتى تصفى دمه.. رأيته يفارق الحياة، ولم أستطع اخبار زوجتي بذلك"، حسب شهادة والده.

والد الشهيد فنّد ادعاءات وسائل الإعلام الاسرائيلية التي زعمت أن محمد حاول طعن أحد الجنود، بدليل أنهم أطلقوا الرصاص فور تفجيرهم الباب.

حشرت العائلة في منزل الزرو لأكثر من أربعين دقيقة، ولم نتمكن من معرفة وضع محمد المتروك ينزف طيلة هذه المدة، فيما أطلق والده مناشدة لإرسال سيارة إسعاف إلى منزله على صفحات التواصل الاجتماعي غداة نقلهم للمنزل المجاور.

بعد هذه الدقائق الطويلة جدا على العائلة، شاهد إبراهيم جنود الاحتلال وهم يغادرون المنزل حاملين محمد مغطي بقطعة قماش ورأسه ينزف دما ملأ دَرَج البناية.

"راح السند، عمود البيت الذي نتكئ عليه، اعتمد عليه في العمل، حيث يعمل في ورش البناء بمدينة القدس، ويروح ويجيء يومياً إلى مكان عمله"، يقول والده.

محمد الذي يحمل الدبلوم الصناعي في التكيف والتبريد من معهد قلنديا، هو شقيق لخمسة آخرين، ثلاثة منهم مكفوفين: سند (23 عاما)، وأحمد ( 20 عاما)، وريماس ( 12 عاما).

قبل خمسة أشهر تحديداً في الخامس عشر من آذار مارس الماضي، ارتقى ابن عمه علاء شحام شهيداً خلال مواجهات بمخيم قلنديا.

ومنذ بداية العام الجاري، استشهد 131 مواطناً في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 46 شهيداً ارتقوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024