كوب من الشاي الأخضر ..
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
في باحة فيلا فارهة جلس رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل يتحدث في برنامج تلفزيوني عن "جانبه الآخر" الذي لم نسمع منه أي شيء جديد، خالد مشعل هو ذاته بجوانبه كلها، المراوغ، المدعي، الاستعراضي، والكاذب طرا...!!!
من سيصدق ما قاله عن حركته بأنها " ليست جزءا من أي خلاف داخل أي بلد عربي" فماذا كانت تفعل إذن في سوريا قبل سنوات، حين شاركت ميليشياتها إلى جانب مجموعات "الفوضى الخلاقة" للإطاحة بسوريا الدولة ..!! وبعد ذلك ماذا فعلت في مصر من عملية تهريب سجناء سجن المرج في الثلاثين من يناير عام 2020 في مرحلة تغير النظام هناك، وتدخلها في الشؤون الداخلية المصرية بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين من خلال عمليات تسليحها ودعمها لتنظيمات العنف والإرهاب في سيناء ..!! ولماذا أوقفت العربية السعودية عددا من عناصر حماس واحتجزتهم في سجونها ما لم يكونوا يعبثون في الشؤون الداخلية السعودية ...!!
لم يمض زمن طويل على هذه الوقائع وشهود العيان ما زالوا أحياء، غير أن المشكلة على ما يبدو عند رئيس حركة حماس في الخارج، أنه يعتقد أن الذاكرة السمكية ( ذاكرة سريعة النسيان) هي السائدة في هذا العصر، وأن برنامجا تلفزيونيا بعنوانه الشاعري، يمكن أن يكون صالحا لكتابة التاريخ طبقا للأكاذيب والافتراءات..!!
أما عن الانقلاب الحساوي، والانقسام الذي حققه هذا الانقلاب، فقد ثبت أنه صناعة إسرائيلية، وإقليمية، ودولية، وليس لأن المجتمع الدولي لم يتحمل (...!!) نتائج فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، والواقع أن حماس ذاتها هي التي لم تتحمل هذه النتائج لأنها أرادت الاستئثار بالسلطة جميعها، فانقلبت على الشرعية، واستحوذت على السلطة بالعنف المسلح، في قطاع غزة المكلوم، لتتحكم فيه، طبقا لمشروعها الإخواني، ومتطلبات تحقيق هذا المشروع الانفصالي المتماهي تماما مع الغايات والأهداف الإسرائيلية المناهضة للمشروع الوطني الفلسطيني، مشروع دولة فلسطين المستقلة، من رفح حتى جنين، بعاصمتها القدس الشرقية.
من الواضح أن الذاكرة السمكية، هي ذاكرة رئيس حركة حماس في الخارج، وهذا مع افتراضنا حسن النوايا، ولهذا ننصحه لأجل ذاكرة قوية، وعديمة النسيان، بشرب كوب من الشاي الأخضر يوميا، وتناول السمك مرتين في الأسبوع على الأقل.