أم خضر: قلب مُحترق وإرادة صلبة!
عبد الباسط خلف
سيطرت الدموع على عيني نوال محمد موسى، والدة الأسير خضر عدنان، وهي تستعرض في منزلها ببلدة عرابة جنوب جنين، اللحظات الأخيرة، التي جمعتها بابنها قبل اعتقاله، في السابع عشر من كانون الأول 2011.
تقول بقلب محترق وجسد أنهكته أوجاع القلب والكلى وتنازع عليه السكري وضغط الدم: جاء ابني، وصحاني من النوم، وأخبرني أن جنود الاحتلال يحاصرون المنزل، وقبل يدي ووجهي، وأسرع إلى الحمام لقضاء حاجته، وقبل أنيخرج اقتحموا المنزل علينا، وسألوا والده عنه، فقال لهم إنه في الحمام، ثم أسرعوا إليه، وكسروا الباب، وقبل اعتقاله سألهم ضابط منهم عن حالة وصحته، ولم يرد عليه، وظل ساكتاً.
ووفق الأم، التي تتابع أخبار ابنها من خلال زيارة والده وزوجته وأحفادها، فإنها تتمنى أن يعود لها سالماً، فيما لا تكف عن البكاء، وهي تستذكر أمام عشرات الصحافيين، الذي قدموا للتضامن معه، بجوار زيارة تضامنية لوزارة الإعلام وصحافيين من مدينة رام الله، ابنها الذي كانت صحته مثل الأسد، لكنه اليوم تحول إلى ما يشبه قطعة القماش.
تضيف: كان خضر أكبر من عمره، وسبق أبناء جيله، وشعر بالمسؤولية، وكان يرعى أبناء جيراننا الأطفال الأكبر منهم، بعد موت والدهم، وتبرع في صغره بحصالة نقوده لبناء مئذنة المسجد، ولم يغب عن زيارة أهالي الأسرى والشهداء، وساعدنا في بناء البيت قبل أن يدخل المدرسة بيديه.
وإستادا إلى قلب الأم الذي يشتعل شوقاً للابن الذي يدخل شهره الثالث من الإضراب عن الطعام، فإنها لم تستطع تكرار تجربة التضامن معه بالصيام خلال إضرابه السابق عن الطعام عام 2004، واكتفت بالتطوع أيام الاثنين والخميس لحالتها الصحية.
تتابع: ابني اليوم في مستشفى "زيف" بصدف، وأنا من مواليد بيسان، وممنوعة من زيارته، وقالت لي زوجته، كيف كان مقيدًا في سريره من يديه ورجليه، ولم تستطع صغيرته معالي وبيسان من الحديث معه.
تتمنى السبعينية أم محمد، أن يعود إليها ابنها منتصراً، وتعدد رحلة عذابها السابقة مع السجون، حيث قضى خضر خمس سنوات متنقلا بين معتقلات: النقب، ووعسقلان، وشطة، ومجدو، ورمون.