قديم الفاشية .. جديدها..!!
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
للفاشية دروب ضيقة، بنهايات مغلقة، وفكر وسلوك لا يتماهيان مع الحياة، ولا يتصالحان معها، وقد أخبرنا التاريخ، أن الفاشية في المحصلة تأكل أصحابها، فلطالما كانت وصفة للعنف والإرهاب والتدمير، ونعتقد بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية الأخيرة تقدم معسكر اليمين العنصري المتطرف، واحتمال عودة "نتنياهو" إلى سدة الحكم، نعتقد أن أكثر من عليه أن يقلق من هذه النتيجة، هو المجتمع المدني الإسرائيلي بحد ذاته، فهو لن يمضي مع هذا المعسكر الذي تجلت فاشيته بمقاعد "بن غفير" وصراخه "الموت للعرب" إلى استقرار، وأمن، وازدهار، ذلك لأن إسرائيل الدولة مع هذا المعسكر المتطرف، لن تكون غير دولة اشتراطات عنصرية، وحزبية، حتى على مواطنيها...!!
أما بالنسبة لنا، فالأمر سيان، لأن "لبيد" لم يكن بأفضل من "نتنياهو" وأساسا نحن لم نكن نتوقع أن تفرز الانتخابات الإسرائيلية "شريكا للسلام" وهذا ما أكده رئيس حكومتنا محمد اشتية، وبمعنى أننا لا نتعامل مع الأوهام، وأقدامنا ثابتة على أرض الصراع، ثم نحن أدرى بعدونا الاحتلال، ونعرف مدى فاشيته، ونعرف الأهم أن ذلك لم يكن يوما، ولن يكون، قادرا على النيل من إرادة شعبنا، وعزمه على الخلاص من الاحتلال، وانتزاع حريته واستقلاله.
والأمر سيان، لا يعني أننا لن نحسب حسابات المواجهة مع هذه الفاشية، بل على العكس علينا أن نعمل على تحصين حالنا النضالية، بالوحدة أولا، وألا نسمح بأية انفعالات عجولة، يستغلها الاحتلال لإطلاق العنان لقوات جيشه، لتتوغل في بطشها وعدوانها، ضد أبناء شعبنا في مختلف مدنهم، وبلداتهم، وقراهم، ومخيماتهم.
سنعرف دائما أن قديم الفاشية سيظل هو جديدها، وهذا ما يجعلها بعقل مخرب، وهي تجرب ما هو مجرب، أليس هذا ما تقوله الحكمة في مثلها الشعبي المعروف، أربعة وسبعون عاما من الحرب الصهيونية على فلسطين، وقضيتها الوطنية، والنتيجة حتى اللحظة، ثبات شعبنا الراسخ، في طريق النضال والمواجهة تحديا وإصرارا على هزيمة هذه الحرب العدوانية، لتنعم بلاده فلسطين بالعدل، والحرية، والسلام بدولتها المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
للفاشية نيرانها التي لن تنجو بيوتها منها، ولا بأي حال من الأحوال والأيام بيننا.