الاحتلال يقتحم جبل المكبر وينصب حاجزا عند مدخل العيساوية    الاحتلال يفرج عن 11 معتقلا من قطاع غزة    "العدل الدولية" تبدأ اليوم الاستماع لمرافعات الدول بشأن المنظمات العاملة بفلسطين    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الأمم المتحدة: ما يحدث في قطاع غزة ليس أزمة إنسانية بل اعتداء على كرامة الناس    أمناء سر "فتح" بالضفة يؤكدون دعمهم لخطوات الرئيس لوقف الحرب على شعبنا وترتيب الوضع الفلسطيني    الشيخ يشكر الرئيس على ترشيحه لمنصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس دولة فلسطين    اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تجتمع برئاسة الرئيس    9 شهداء في قصف الاحتلال منزلين بمخيم الشاطئ وحي الصبرة في غزة    لازريني: أطفال غزة يتضورون جوعا فيما تواصل إسرائيل منع دخول الغذاء    المجلس المركزي في بيانه الختامي: أولويات نضالنا الوطني هي وقف العدوان والإبادة الجماعية على شعبنا في غزة والضفة ونرفض أية محاولات للتهجير والضم    الرئيس يشيد بتصريحات السيسي التي أكد فيها أن بلاده ستبقى سدا منيعا أمام تصفية القضية الفلسطينية    السيسي: مصر تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية    المجلس المركزي يقرر بالأغلبية الساحقة استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة نائب الرئيس    المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثاني  

المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثاني

الآن

الزفاف الأعلى

 نسرين جبارين- سلال الحلوى والزينة حاضرة، ورائحة الحناء تعبق من صوانٍ منمقة. بدلة الزفاف والعباءة تنتظران فارسهما، وبطاقات الدعوة وزعت لنحو 4000 مدعو.. طقوس الفرح تجري على قدم وساق لزفاف في الانتظار.

حضر المعازيم، وباركوا زفافًا هو الأرقى والأعلى والأسمى، لعريس لم يحضر فرح زفافه، فقبل يومين من الموعد المحدد ارتقى الشاب فاروق سلامة (28 عاما) من مخيم جنين، برصاص قوات الاحتلال، ليفارق أرضه ورفاقه وأمه وعروسه التي تجهزت لليلة العمر.. رصاص غادر سرق الفرحة والحلم، شوارع المخيم التي كانت تتحضر لمهرجان زفافه، زفته اليوم بالورود والدموع.

أم الشهيد فاروق، مثلها مثل كل أمهات الشهداء أبت تصديق فكرة رحيله وقالت "والله إلا يرجع سنتين ثلاث وبيرجع دايماً بغيب وبرجع"، بنظرات لم تفارقها الدهشة والألم وقسمات تفصح عن فيض من الوجع.. الوالدة تبحث عن ابنها بين الوجوه.

كأن الأم تحاكي روح الابن التي لن تفارق المدينة أبداً، نادت أم الشهيد عليه "بكرا حنّاك يما، تطولش يما يا حبيبي"...، حسرة لن تفارق روح والدة الشهيد التي كان من المفترض أن تصبح أم العريس، من سيواسيها والزينة والأضواء تملأ شوارع المخيم وبيتها امتلأ بكل أنواع الحلوى، إلا أنها تفتقد حلوها الوحيد- نجلها الشهيد فاروق.

في مشهد آخر، والدة الشهيد تزاحم رفاقه في ممرات المستشفى لتنادي عليه بابتسامة لم تفارق وجهها "عريسنا حلو لا تقولوا عنه أسمر، وينو العريس.."، هي قدرة تتوارثها أمهات الشهداء، يتجاوزن بها قوانين الوداع.. فيبدين بتلك الصلابة وهن يودعن فلذات أكبادهن.

ابتسامة من ثغر الوجع، بحرقة أم حلمت باليوم الذي سيرتدي فيه ابنها بدلة زفافه التي ستبقى حبيسة غرفته للأبد...

أم الشهيد سلامة مثلها مثل كل أمهات الشهداء الفلسطينيين تلقي نظراتها الأخيرة على فلذة كبدها، صابرة محتسبة ابنها شهيدا فداء للوطن الذي لا يغلو عليه شيء، إيمانا منهن أن أجيالاً قادمة ستحمل الراية والفكرة التي قضى أبناؤهن دونها، وأن مئة فاروق سيولدون بعده، لتصبح أم الشهيد أما للوطن أجمع.

يذكر أن الشهيد سلامة اعتقل غير مرة، وقضى في سجون الاحتلال ما مجموعه 8 سنوات، كان آخرها قبل عام تقريباً.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House