"الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 35.091 شهيدا و78.827 مصابا    فتوح يدين تصريحات السيناتور غراهام بشأن غزة    "فتح" تثمن دور الصين في رعاية الحوار الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطني    مستعمرون يمنعون مرور شاحنات مساعدات من الضفة إلى غزة    الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع  

الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع

الآن

الزفاف الأعلى

 نسرين جبارين- سلال الحلوى والزينة حاضرة، ورائحة الحناء تعبق من صوانٍ منمقة. بدلة الزفاف والعباءة تنتظران فارسهما، وبطاقات الدعوة وزعت لنحو 4000 مدعو.. طقوس الفرح تجري على قدم وساق لزفاف في الانتظار.

حضر المعازيم، وباركوا زفافًا هو الأرقى والأعلى والأسمى، لعريس لم يحضر فرح زفافه، فقبل يومين من الموعد المحدد ارتقى الشاب فاروق سلامة (28 عاما) من مخيم جنين، برصاص قوات الاحتلال، ليفارق أرضه ورفاقه وأمه وعروسه التي تجهزت لليلة العمر.. رصاص غادر سرق الفرحة والحلم، شوارع المخيم التي كانت تتحضر لمهرجان زفافه، زفته اليوم بالورود والدموع.

أم الشهيد فاروق، مثلها مثل كل أمهات الشهداء أبت تصديق فكرة رحيله وقالت "والله إلا يرجع سنتين ثلاث وبيرجع دايماً بغيب وبرجع"، بنظرات لم تفارقها الدهشة والألم وقسمات تفصح عن فيض من الوجع.. الوالدة تبحث عن ابنها بين الوجوه.

كأن الأم تحاكي روح الابن التي لن تفارق المدينة أبداً، نادت أم الشهيد عليه "بكرا حنّاك يما، تطولش يما يا حبيبي"...، حسرة لن تفارق روح والدة الشهيد التي كان من المفترض أن تصبح أم العريس، من سيواسيها والزينة والأضواء تملأ شوارع المخيم وبيتها امتلأ بكل أنواع الحلوى، إلا أنها تفتقد حلوها الوحيد- نجلها الشهيد فاروق.

في مشهد آخر، والدة الشهيد تزاحم رفاقه في ممرات المستشفى لتنادي عليه بابتسامة لم تفارق وجهها "عريسنا حلو لا تقولوا عنه أسمر، وينو العريس.."، هي قدرة تتوارثها أمهات الشهداء، يتجاوزن بها قوانين الوداع.. فيبدين بتلك الصلابة وهن يودعن فلذات أكبادهن.

ابتسامة من ثغر الوجع، بحرقة أم حلمت باليوم الذي سيرتدي فيه ابنها بدلة زفافه التي ستبقى حبيسة غرفته للأبد...

أم الشهيد سلامة مثلها مثل كل أمهات الشهداء الفلسطينيين تلقي نظراتها الأخيرة على فلذة كبدها، صابرة محتسبة ابنها شهيدا فداء للوطن الذي لا يغلو عليه شيء، إيمانا منهن أن أجيالاً قادمة ستحمل الراية والفكرة التي قضى أبناؤهن دونها، وأن مئة فاروق سيولدون بعده، لتصبح أم الشهيد أما للوطن أجمع.

يذكر أن الشهيد سلامة اعتقل غير مرة، وقضى في سجون الاحتلال ما مجموعه 8 سنوات، كان آخرها قبل عام تقريباً.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024