فكاهة سمجة ..!!
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
يهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية "يائير لبيد" بأنه ستكون للخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة تداعيات في حسابات حكومته، وكأننا لا نعرف ما هي هذه الحسابات التي طالما ظلت هي حسابات العسكرتاريا العدوانية، وما زالت على هذه الحال، برغم ما ثبت من فشلها الذريع، في النيل من الإرادة الوطنية الفلسطينية الحرة .
الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، هي خطوة التحرك السياسي الحضاري المسؤول في هذه الهيئة الدولية الشرعية، احتراما لها، والتزاما بقراراتها وقانونها واستنادا إلى الحق المشروع لجميع أعضائها حتى المراقبين منهم، بسؤال هذه الهيئة، ودعوتها لتفعيل قراراتها، وبنود قوانينها الكفيلة، بتسوية الصراعات أيا كانت طبيعتها بالتسويات السياسية، والطرق السلمية.
إنها خطوة أخرى تسعى لمنح السلام فرصة جديدة، إذا ما تداعى المجتمع الدولي للبحث فيها، وعلى نحو التفهم لضرورة التعامل معها استنادا إلى القانون الدولي الذي توضح فلسفته، مناهضتها للاحتلال أيا كان شكله، وأيا كانت طبيعته، وبما يؤكد غايته السعي لإيجاد عالم خال من الاحتلالات والصراعات العنيفة .
لم يعد هناك من لا يرى إسرائيل دولة محتلة، والخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة إنما هي الخطوة التي في إطارها الأخلاقي والقانوني المشروع، لا تريد من المجتمع الدولي سوى الإقرار بهذا الواقع، واقع إسرائيل الدولة المحتلة، الذي ما زال يكلف شعبنا لفلسطيني المزيد من الضحايا والعذابات التي لا حصر لها .
والإقرار بهذا الواقع من شأنه إلزام المجتمع الدولي، وفقا لقانونه، وقراراته الشرعية، بالعمل على إنهاء واقع الاحتلال الإسرائيلي، إذا ما النزاهة، حطت رحالها أخيرا في باحة هذا المجتمع ..!!
أما حكاية الإجراء الأحادي الجانب، التي يتهم فيها "لبيد" دولة فلسطين المحتلة، فهي حكاية لا تدعو للاستغراب فقط، وإنما إلى السخرية كذلك، بقدر ما فيها من فكاهة سمجة تحاول فذلكة دعائية لا مصداقية لها بالمطلق، ودولة الاحتلال الإسرائيلية، في كل لحظة لها إجراء أحادي الجانب، وعلى نحو بالغ العنف، والتطرف، والعنصرية، ما يعني كما يقول المثل، كاد المريب يقول خذوني، فتضطرب كلماته، وسلوكه، ويحاول دفاعا لا طائل من ورائه ..!!.
الإجراءات الأحادية الجانب، وصفة ثابتة، لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وليس بوسع أية مزاعم أن تنفي ذلك، لكنه اضطراب الكلام، والسلوك، وعقدة الذنب التي لا يمكن أن يعالجها إنكار الواقع، ولا بأي حال من الأحوال.