العودة بوجع أكبر
بسام أبو الرب
"كان ينوي تخفيف وجعي، فعاد بوجع أكبر"، بهذه الكلمات عبر والد الشهيد عمار مفلح من بلدة أوصرين جنوب نابلس، عن فجاعة ألمهم باستشهاد نجلهم عمار (22 عاما)، يوم أمس، برصاص أحد جنود الاحتلال في بلدة حوارة جنوب نابلس.
يردّد حمدي والد الشهيد عبارة "ذهب ابني لشراء الدواء لي بعد سقوطي أثناء عملي في المنزل، لأتفاجأ بفيديو وثقته كاميرات الفيديو يظهر إطلاق النار عليه بأربع رصاصات من مسافة صفر، عندما كان يحاول الدفاع عن نفسه من محاولة اعتقاله".
ويضيف "كان ابني عمار يحلم بحياة كريمة ويعمل على تأسيس بيت له فوق منزلنا، فقد أصيب برصاص الاحتلال ثلاث مرات في الأعوام السابقة، وتعرض للاعتقال مرتين، وهو في عمر الثالثة عشرة، وشقيقه سامر معتقل في سجون الاحتلال، ومن المقرر أن يفرج عنه بعد شهرين".
ويؤكد مفلح ان الاحتلال امتنع عن تسليم جثمانه، ويريد حرماننا من وداعه للمرة الأخيرة.
المعزيات من النسوة حاولن التخفيف عن والدة الشهيد عمار في هذا المصاب الجلل، التي لم تقو على الحديث، وكانت تردد عبارات تحمل معاني جياشة من الحزن والألم بفقدان نجلها.
شهود عيان في بلدة حوارة أوضحوا، ان حادث سير وقع على الطريق الرئيس، فحصلت مشادة كلامية بين الشهيد مفلح وأحد المستوطنين الذي أشهر سلاحه وأطلق النار صوبه، ما أدى الى اصابته بالكتف، وبعدها حضر أحد جنود الاحتلال وحاول اعتقاله وسط مقاومة من الشهيد مفلح، ليطلق الجندي اربع رصاصات، ثلاث منها اصابت جسده، والأخيرة أصابت هيكل احدى المركبات المتوقفة في المكان"
ويؤكد شهود العيان ان الشهيد لم يكن يشكل خطرا، وجرى إطلاق النار عليه ومنع تقديم الاسعاف له.
يذكر أن سلطات الاحتلال حتى اللحظة ترفض الافراج عن جثمان الشهيد مفلح.
من جانبه، أكد رئيس بلدية حوارة معين ضميدي، ان اضرابا تجاريا عم بلدة حوارة اليوم، حدادا على روح الشهيد مفلح.
وأوضح أن قوات الاحتلال ومستوطنيه ينتشرون باستمرار في البلدة، وسط مضايقات يتعرض لها الأهالي واصحاب المحال التجارية وطلبة المدارس.
وبارتقاء الشهيد مفلح يصل عدد الشهداء منذ مطلع العام الجاري إلى 211 شهيدا، بينهم 159 شهيدا في الضفة الغربية، و52 شهيدا في قطاع غزة،