عُشاق الحرب.. دائما إلى الهاوية
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
تشعل إسرائيل اليمين العنصري المتطرف، حربها ضد شعبنا الفلسطيني على نحو يشي بعشقها للحرب، وبتقديسها للسلاح، وبوهم أنها بهذا السلاح ستنتصر ..!! ولا يتغذى عشق الحرب على غير الحقد، وتسمين عجول العنف كي تعبث في حقول الآخرين. غير أن الحقد والعنف، على رأي الفيلسوف العبثي الفرنسي "ألبير كامو" هي أشياء عبثية بحد ذاتها، وما هو عبثي بحد ذاته، عبثي على ذاته، والعبث في المحصلة لا يخلف غير الضياع والتدمير والخراب..!!
عشق الحرب، وبمثل هذا الهوس الذي نراه اليوم بتغول جيش الاحتلال في عمليات القتل، والتنكيل ضد أبناء شعبنا، حتى وهم في بيوتهم، هذا العشق المريض، هو المعضلة الأصيلة، للإسرائيلي، اليهودي، الصهيوني، الديني، المتطرف، والتي باتت تتضح اليوم على نحو لم يسبق له مثيل، ولأن من العشق ما يقود إلى الهاوية، أو على رأي القصيدة من الحب ما قتل، فإن هذا هو مصير عشاق الحرب، ومشعلي نيرانها حتما .
لا بصيرة، ولا تعقل، ولا تروي عند عشاق الحرب، حالة من الهوس تدور بهم في غياهب الوعي، فلا يدركون شيئا لا من التاريخ، ولا من الواقع، وتاريخ الشعب الفلسطيني، وواقعه، هو تاريخ النضال، والتحدي، والثبات الملحمي على أرض الصراع، واجه وما زال يواجه شتى أنواع حروب الإرهاب الصهيونية، فما تراخت عزيمته، ولا لانت عريكته، أربعة وسبعون عاما، بكفه تصدى للمخرز الصهيوني حتى باتت كفه بصلابة الصخر، فيما المخرز الصهيوني، يتثلم تباعا، ومن يعترض على هذه الحقيقة، أو يشكك بها، عليه أن يتفحص واقع الحياة الفلسطينية الراهنة، التي تبني من جهة، وتقاوم من جهة، وخطابها ما زال هو خطاب التحدي، والنهوض المشرق بالقرار الوطني المستقل، ما يعني أننا للحرب سنظل مناهضين وللسلام ساعين، فنحن بعد كل قول، عشاق الحياة، وقد خبرتنا الحياة مدافعين عنها، وساعين في دروب تنورها، وازدهارها، بالحق، والعدل والجمال والسلام .
يبقى أن نقول لم، ولا يثرثر التاريخ أبدا، ولطالما قال، وأكد، على الباغي تدور الدوائر، وهل ثمة بغاة اليوم، غير عشاق الحرب، من مركزيي الصهيونية الدينية، هؤلاء الذين سيصعدون إلى منصة الحكم في إسرائيل بعد قليل ..!! نحن مع التاريخ، وهذا ما يلزمنا أن نؤكد مقولته، فندير بالصمود والمقاومة الدوائر على البغاة، وإنا لفاعلون.