مونديالنا العربي
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
انتهى عرس المونديال، ومبروك أولا لدولة قطر، وقد أنجزته عربيا، حين رفعته محمولا على قيم الثقافة العربية، ومفاهيمها الأخلاقية، وحتى جعلته فسحة من زمن بات عزيزا هذه الأيام في الواقع العربي الراهن، ونعني زمن البهجة بطبيعة الحال، كان لشعوب الأمة العربية، شهر كامل من هذا الزمن، قبل قليل، وقد تفتحت به على نحو أكد أصالتها القومية، بمركزيتها الفلسطينية، مثلما أكد حقيقتها كشعوب لا فصائلية، ولا حزبية، ولا طائفية، وهذا ما أبلغته للعالم أجمع، فرحة الجماهير العربية العارمة أينما كانت، بما حققته الفرق العربية، في المونديال القطري، من الفريق السعودي أول مرة، ثم المغربي الذي تعملق على نحو لافت في مختلف مبارياته، حتى التي خسر فيها، وكان هناك دائما علم فلسطين ما جعله الفريق الثالث والثلاثين في هذا المونديال، وقد سجل أهدافه النظيفة تماما، في مرمى الإعلام العالمي، والإسرائيلي تحديدا، ولهذا مبروك ثانيا لفلسطين هذا الفريق الذي لا يهزم، وقد حملته جماهير الأمة العربية على أكتافها.
ومبروك ثالثا للأرجنتين، وقد حملت كأس العالم لكرة القدم مرة أخرى، وأربع سنوات ستكون الكأس في خزائنها، لكنها لن تبقى هناك بعد السنوات الأربع، فثمة تنافس سيتواصل بين أمم العالم على هذه الكأس، وكما جعلت قطر المونديال عربيا هذه السنة، ستكون الكأس عربية في مونديال المستقبل، ولا شك، وقد أدركت الفرق العربية طريقها السالكة للوصول إلى مربعات المونديال المختلفة.
يبقى أن نقول: من الذي عليه أن يعي الدرس جيدا الذي حققه حضور فلسطين الطاغي في المونديال القطري، المفترض أن تكون إسرائيل هي من يعي هذا الدرس، حتى لا تواصل التيه في مسارب أوهامها العنصرية ...!!
على أية حال لا نظن أن حكومة المدانين جنائيا بوسعها أن تعي شيئا من هذا الدرس، بل لاشك انها ستواصل التوغل في مسارب وسياسات أوهامها العنصرية، وليكن فهذه مسارب الهزيمة في المحصلة وهذا بعض ما اكده مونديال العرب القطري .