ناصر أبو حميد ...إلى مقامات العلى
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
ما من فارس يترجل عن جواده، إلا وكان قد أمضى دهرا من اشتباكه مع قوى الشر، والعدوان دفاعا عن الحق، والخير، والحرية، والكرامة، والسلام. وهذا هو ناصر أبو حميد الذي ترجل بالأمس عن جواده بعد أن أمضى دهرا من الاشتباك مع السجان الإسرائيلي، ممثل الشر والعدوان، دهرا من الصمود، والمقاومة للسجان، وإجراءاته التعسفية، وسياساته العنصرية التي جعلت من إهمالها الطبي للأسرى، وسيلة كي تنال من صلابة إرادتهم الحرة، ولعلها تدفع بهم إلى مهاوي اليأس والإحباط والهزيمة ..!!
بلى هو دهر سيسجل لناصر أبو حميد، دهر من الاشتباك الأسطوري الذي أكمل رسالته الفلسطينية، وحقق مراده المعنوي، بهزيمة روح السجان الإسرائيلي وقضبانه، يترجل ناصر عن جواده، يتحرر بقضاء الله وإرادته، ويظل السجان حبيس أوهامه وحتى قضبانه.
وهذا هو الشأن الوطني الفلسطيني، سيرة ملحمية، فرسان يترجلون، وقد وهبوا للوطن لأجل حريته وتحرره، أغلى ما لديهم، وثبّتوا أقدس ما لدينا من قيم، ومفاهيم وأخلاقيات تسعى للعدل والحرية والحق والسلام.
أسد فلسطين لم يعد مقنّعا، وقد تنور وجهه، مشرقا بحقيقة التحدي، هذا هو وجه ناصر أبو حميد، لم تتبدل إشراقته يوما، لم تخبُ أبدا، وابتسامته كانت دوما حاضرة ولها مكانتها في معاني الصمود، والمطاولة والتحدي.
ترجل، لكنه ارتقى إلى مقامات العلى، في جنات العزيز الرحمن، مع الأولياء والصديقين، ترجل جسدا ليرتاح، ليظل حكاية تروى، وأمثولة تقتدى، وعهدا ووعدا وقسما لا ينسى.