قمة الاشتباك
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
قد يبدو للبعض أن ثمة مبالغة هنا، في وصف القمة المصرية الأردنية الفلسطينية التي تلتئم اليوم الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة، بأنها قمة الاشتباك. ولعل من يرى المبالغة في هذا التوصيف، سيسأل الاشتباك مع ماذا ومع من ..؟؟ وفي الإجابة على هذا السؤال سنعرف أن التوصيف هذا لا مبالغة فيه، فالاشتباك هو بالقطع مع الوضع السياسي الراهن، الإقليمي، والدولي، الذي يشهد تحولات دراماتيكية وتطورات خطيرة خاصة في اسرائيل حيث الفاشية باتت في سدة الحكم، وهذا ما يستدعي من أصحاب القرار، في هذا الإطار، البحث عن أجدى وأنجع الوسائل والأساليب للعمل العربي المشترك، لمواصلة هذا الاشتباك، مع هذا الوضع، ومع الفاعلين فيه، وعلى نحو يؤمن في المحصلة، تعزيز الأمن القومي العربي، ودائما من خلال العمل لتحقيق التسوية العادلة المطلوبة للقضية الفلسطينية. فهذا هو المفتاح وهذا هو السبيل الكفيل بتحقيق ذلك .
لا يلتقي القادة أصحاب القرار، إلا لأجل هذا البحث، وتعزيز سبل العمل المشترك، للتصدي للتحديات التي يفرضها الوضع السياسي الراهن، وهي تحديات مصيرية، دون أدنى شك، وفي مواجهة هذه التحديات، فإن فلسطين، ومصر، والأردن، في خندق واحد، ولا سبيل لتجاهل حقيقة أن الأمن والاستقرار والازدهار معا، في هذه المنطقة، لا يمكن أن يتحققوا دون حرية فلسطين، وسلامها، دولة مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وليس ثمة جدال أن الصمود الوطني الفلسطيني، شعبا، وقيادة، وقرارا، وهذا هو ومثلما كان دائما، بعض تجليات الرقم الفلسطيني الصعب، الذي لا تستقيم معادلة الاشتباك، كي تتوازن، وتنتج نهاية للصراع، بالحل العادل، بتجاهله، أو القفز عنه أما شطبه فقد بات وهما أكده تاريخ الصراع، نقول ليس ثمة جدال أن هذا الصمود هو ما يجعل الأشقاء العرب أكثر ثقة بقدرتهم على خوض الاشتباك مع الوضع السياسي الراهن، وتحولاته الدراماتيكية، بصورة فاعلة، ونحو إنجاز الغايات والأهداف المشروعة عربيا، وفلسطينيا، وحتى دوليا، بكونها غايات السلام العادل وأهدافه.