حركة "فتح" تحيي الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد الوطني جمال محيسن
أحيت حركة "فتح"، اليوم الأحد، الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد الوطني الكبير، عضو لجنتها المركزية جمال محيسن، بمهرجان أقيم في قصر رام الله الثقافي، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وحضر إحياء الذكرى رئيس الوزراء محمد اشتية، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري، وقادة الفصائل، وممثلو المؤسسات المدنية والأمنية، وذوو الراحل وأصدقاؤه ومحبوه.
وفي كلمة حركة "فتح"، قال ممثل الرئيس، نائب رئيس الحركة محمود العالول: "يشرفني أن أشارككم إحياء الذكرى السنوية الأولى للقائد المتميز جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية، ونحن نتحدث عنه وعن تميزه علينا أن ندرك أننا لا نتحدث عن جمال محيسن فقط بل إننا ونحن نتحدث عنه كأننا نتحدث عن جيل بأكمله هو الجيل الثاني بعد التأسيس والانطلاقة، جيل من الشباب قضى عمره وحياته منذ البداية وأخذ على عاتقه بذل كل الجهد لتثبيت التجربة بعد الانطلاقة، ومن أجل استيعاب الدفق الجماهيري الكبير القادم لحركة "فتح" بعد انتصار الكرامة.
وأضاف: جمال محيسن امتد عمله في عدة ميادين، كمقاتل في القواعد بالبدايات، وعمله على الأجيال الشابة لتوجيها للعمل الوطني، سواء في سلك التعليم والمساهمة في النهوض بالاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين الذي لعب دورا هاما كاتحاد في قواعد منظمات التحرير، أو بعد ذلك في وزارة الشباب والرياضة، فتجد الآن عددا كبيرا من النوادي الرياضية والثقافية كان له دور في إنشائها، وكذلك عمله كمحافظ لنابلس، وعمره في الميدان التنظيمي في الخارج أو في تنظيم الوطن، وتدرجه داخل "فتح" التي أعطته ثقتها باختياره عضوا للمجلس الثوري ثم في اللجنة المركزية للحركة.
وتابع: رحل أبو المعتصم وهو محتفل بالكثير من قيم البدايات، فهو عابر في انتمائه للبلدة والعشيرة والجهة، لدرجة أن الكثيرين لا يعرفون من أين هو، فقد كان انتماؤه للوطن بشموليته ولفتح كفكرة، فهو يدرك أن الانتماء الجزئي هو سمة الضعفاء الذين لا يثقون بأن شعبهم يحتضنهم فيبحثون عن انتماءات جزئية.
وقال إن "الوضع الراهن لشعبنا الفلسطيني وضع استثنائي تماما، فنحن نحيا تحت ضغوط كبيرة للغاية نتيجة لجرائم الاحتلال وانتهاكاته الكبيرة في كل مكان، نواجه حكومة إسرائيلية أكثر بشاعة وتطرفا، فهي حكومة يمينية فاشية، وتشكل خطرا أساسيا على شعبنا وعلى القدس والمسجد الأقصى والقيامة والأسرى، فليس أمامنا أي خيار إلا أن نقبل التحدي وأن نواجه هذه الحكومة وسياساتها"، مؤكدا أن "أولوية الشعب الفلسطيني يجب أن تكون مواجهة الاحتلال".
وقال العالول إن "فتح" ستبقى حاملة أحلام الشعب الفلسطيني ومدافعة عن مناضليه وأسراه، وستبقى حركة جمال محيسن تمسك بالراية حتى تحقيق كامل أحلام شعبنا.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، في كلمة الفصائل الوطنية، "عرفنا جمال محيسن قائدا مناضلا صادقا وحدويا في إطار كل الساحات التي عايشناها سويا في الثورة الفلسطينية وفي داخل منظمة التحرير، ونحن نستذكر المناضل محيسن نقول إنه مضى وهو متمسك بالمبادئ والقيم التي آمن بها منذ البدايات والتزامه بالنضال والكفاح الوطني الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير للوصول إلى الحرية والاستقلال".
وأضاف أن "المناضل جمال محيسن نستذكره عندما كنا في تونس وكان الانقسام يعصف بالوضع الداخلي الفلسطيني، وكانت هناك مؤامرة لإضعاف المنظمة وخلق البدائل لها، وكان القرار أن يعقد المجلس الوطني في عمان، وكان هناك حوار حول أهمية الحفاظ والدفاع عن المنظمة، وكان جمال أحد المؤمنين بأهمية إنجاح الحوارات وهو ما حدث بالفعل".
وأضاف: "بعد عودته إلى أرض الوطن انخرط بالعمل الوطني وكان مثالا في تحقيق النجاحات في كل مؤسسة عمل فيها، وكان يواصل عمله حتى في أشد أيام مرضه".
من ناحيته، قال أمين عام اتحاد المعلمين الفلسطينيين سائد ارزيقات: "نقف اليوم في الذكرى الأولى لرحيل قائد نقابي وطني، ونحن نستذكره اليوم في وقت عز فيه الرجال من أمثاله، فهو من العناوين الوطنية لشعبنا الفلسطيني ونحن نفتقده الآن في الفعل الوطني والنقابي، وحضوره لا ينتهي إن رحل جسدا، فقد بقي روحا وإرثا وعملا نفتخر به وأينما رحل وارتحل كانت بصماته واضحة، فكان عنوانا فلسطينيا بامتياز في اتحاد المعلمين العرب، وعنوانا للعمل من أجل المعلمين في الاتحاد الفلسطيني".
وأكد "أننا سنحافظ على الإرث ولن ننحاز إلّا إلى قضايانا الوطنية، ولن نكون إلا خلف قيادتنا في ظل عدوان الاحتلال المتواصل على شعبنا في مختلف المجالات، ولن يكون الاتحاد إلا وطنيا وخلف القيادة الوطنية.
من جانبه، قال معتصم محيسن، نجل المناضل الراحل جمال محيسن، في كلمة العائلة، "عام مضى على رحيلك ولكنك لم تغب عن عنا، وهذا الحضور الكريم جاء لتكريمك بغيابك وسيرتك حاضرة منذ أن ترجلت روحك الطاهرة، فقد ظلت بصماتك الطاهرة في قلب كل الأصدقاء وكل من عمل معك والتقاك في مسيرتك الحافلة، وكنت من واكب أحداث الثورة من خلال المهام التي أوكلت إليك وقمت بها خير قيام، وكنت موقع فخر واعتزاز لنا وأورثتنا سيرة عالية نرفع رؤوسنا بها جيلا بعد جيل"، فيما ألقى جمال معتصم محيسن، حفيد الراحل، قصيدة عن مناقب جدّه في الذكرى السنوية الأولى لرحيله.