خُطب دموية
لم تعد خطبة الجمعة في مساجد قطاع غزة المكلوم، وكلما اعتلى منبرها حمساوي مدعيا مشيخة بلحية كثة، لم تعد هذه الخطبة، خطبة للهداية، والتنور، وطيب الكلام، وإنما باتت بيانا حزبيا، عديم التقوى، ومحمولا على الضغينة العمياء، وهو يدعو بصراخ يقارب صراخ المجنون، إلى الفتنة، والتحريض على القتل، وسفك الدماء بين أبناء الشعب الواحد...!!!
أية حال تريدها حماس من وراء هذه الخطب الدموية..؟؟ أية حال تسعى إلى تعميمها بين أبناء شعبنا في الضفة المحتلة، غير حال الفوضى، والتشرذم، والفلتان الأمني، وهذا ما يجعل من مهمة الاحتلال الإسرائيلي أيسر في حربه الفاشية ضد المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، وهو يرتكب في كل يوم، المزيد من الجرائم ضد أبناء شعبنا هنا، في الضفة المحتلة، وعلى نحو ما يشي بعملية تطهير عرقي يواصلها الاحتلال فيها، من أجل استيطان مطلق في أراضيها، وإنها لمفارقة لافتة أن يستخدم الخطيب الحمساوي الملتحي، كلمة تطهير متوعدا أهل الضفة بها...!!
هذا فصل من فصول الجنون تكتبه حماس في خطب ملتحيها، ونعني جنون السلطة والمال الذي استولى على كل تفكير عندها..!! لم تعد المقاومة لدى حماس غير عمليات متاجرة، واستثمارات تعلو بناياتها في عواصم رعاتها ومشغليها، وللناس أن يسألوا ما الذي يفعله خليل الحية في تركيا، ومع من يدير تجارته هناك..!!
يريدون تطهير (...!!) الضفة، بدعوى القتل وسفك الدماء، وهم يحرضون على أبناء المقاومة فيها، وهم الذين لهم في كل يوم تقريبا شهيد، يريدون تطهيرها بالفتنة والفوضى، كي يبرروا التزامهم بتفاهماتهم الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي..!! يكذبون في كل خطاب وتصريح كي يبرروا غيابهم اللافت عن مشهد المقاومة في الضفة المحتلة، ولعل الناس ينسون تهديداتهم الاستعراضية للاحتلال إذا ما تجاوز الخط الأحمر في الأقصى المبارك فيما التجاوز بات يوميا، يكذبون ويتسابقون لتسلق أكتاف الشهداء هنا لإطلاق هتافات الفتنة والتحريض...!! بل يسعون لسرقة الشهداء بمحاولة تغطيتهم برايتهم، التي لم تعد خضراء في طبيعتها وواقعها وغايتها وكأنها من خضراء الدمن...!! ولا حول ولا قوة إلا بالله
رئيس التحرير