مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

روايات: الحياة تحت الاحتلال- نيران القناصة في "المنطقة العازلة"

منذر رشاد صالح النخالة يقف بالقرب من الطيور التي يربيها في منزله الواقع في حي الدرج، شرق مدينة غزة

يعجب الناس في أنحاء العالم بطائري الحسّون والكناري لألوانهما الجميلة وأصواتهما العذبة.  وتحظى هذه بشعبية خاصة في قطاع غزة لما لها من أثر في تخفيف صعوبات الحياة اليومية.
يعيش منذر رشاد صالح النخالة، 44 عاماً، في مدينة غزة، وهو معروف بين جيرانه بنجاحه  في تربية طيور الكناري والحسّون وبرعايته واهتمامه الشديدين اللذين يبديهما لتلك الطيور.  ويمتلك منذر حالياً أكثر من 50 طيراً، وعلى الرغم من أن ثمنها قد يصل إلى 1000 شيكل في الأسواق الغزية، إلا أنه يرفض أن يبيع أياً منها، فيقول: "لقد بنيت أقفاصاً خاصة بها تشبه البيئة الطبيعية التي يعيشون بها.  هذه الطيور عزيزة علي."
ويجد منذر متعة كبيرة في اصطياد طيور الحسّون والكناري باستخدام شبكته الخضراء وقفصه الخشبي الصغير.  منذ سبع سنوات ومنذر يمارس هواية الصيد أربعة أيام من كل أسبوع، حيث يستقل دراجته الهوائية ويذهب للصيد في المناطق المجاورة في مدينة غزة.  مثل هذه الهواية في قطاع غزة محفوفة بالمخاطر، ففي صباح 31 يناير 2012، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على منذر ثلاث مرات.
في ذلك اليوم، ذهب منذر للصيد في منطقة الشجاعية على بعد 450 متر تقريباً من السياج الشرقي الذي يفصل بين غزة وإسرائيل.  عندما قام منذر بإلقاء شبكته على الأرض، لاحظ وجود خمسة جنود يسيرون بمحاذاة السياج.  "كنت على علم بأن الجنود الإسرائيليين يقتربون من السياج سيراً على الأقدام عندما يحاولون إطلاق النار على أحد.  فبدأت على الفور بجمع الشبكة والقفص لمغادرة المكان، وما أن هممت بأخذ القفص حتى أطلق الجنود النار باتجاهي دون سابق إنذار باستخدام الذخيرة الحية.  أصابت إحدى الرصاصات ساقي اليسرى، فركبت دراجتي وهربت من المكان بسرعة،" يقول منذر.  لحسن الحظ أن الرصاصة اخترقت ساقه دون أن تخلف جروحاً خطيرة. اضطر منذر للبقاء في مستشفى الشفاء مدة يومين وهو الآن يتلقى العلاج اللازم في المنزل.
"نحن نصطاد في أراضينا، [الجنود الإسرائيليون] يعرفونني ويعرفون بأنني لم أكن مسلحاً، فأنا أصطاد في تلك المنطقة منذ سنوات.  إنهم يدعون بأننا إرهابيون في الوقت الذي يقومون هم فيه بإرهابنا."
تعرض منذر وغيره الكثيرين إلى إطلاق نار من جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على حدود قطاع غزة، فقد شهد العام الماضي مقتل 24 شخصاً، من بينهم 5 أطفال، بالإضافة إلى إصابة 203 شخص، بينهم 9 أطفال.  وقد وقعت جميع حوادث إطلاق النار هذه في ما يسمى "المنطقة العازلة."
أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي "منطقة عازلة" على طول الحدود البرية والبحرية لقطاع غزة يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها، وذلك منذ انسحابها من قطاع غزة في سبتمبر 2005.  ولا تعرف على وجه الدقة المناطق التي تصنفها إسرائيل كــ "مناطق عازلة" كما أنها غير ثابتة، وعادة ما يتم فرض السياسة الإسرائيلية من خلال الذخيرة الحية.  وتمتد "المنطقة العازلة" لتصل إلى مسافة 300 متر على الأقل من الحدود البرية مع إسرائيل، ولكنها قد تصل إلى أكثر من كيلومترين.
إن إقامة "المنطقة العازلة" مخالفة للقانون الدولي، حيث لا توجد ضرورة عسكرية تستلزم إقامة "مناطق عسكرية مغلقة" دائمة داخل قطاع غزة.  تشكل مصادرة الممتلكات أو الاستيلاء عليها انتهاكاً للمادة 23(ز) من لوائح لاهاي، كما تشكل مخالفة جسيمة لاتفاقيات جنيف.  علاوة على ذلك، يشكل حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم انتهاكاً للعديد من مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك، الحق في العمل، والحق في التمتع بأعلى مستوى معيشي يمكن بلوغه، والحق في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه أيضاً.  إن فرض "المنطقة العازلة" من خلال نيران الذخيرة الحية ينجم عنه عادة في استهداف مباشر للمدنيين، الأمر الذي يشكل جريمة حرب، فعمليات القتل تحت ظروف من هذا القبيل تشكل جريمة قتل عمد وهي مخالفة جسيمة لاتفاقيات جنيف.
 
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024