لن نسكت….
لا تستوعب العقلية الفاشية الصهيونية، أي شيء من حقائق الطبيعة الفلسطينية، المجبولة على التحدي، وعلى العناد التربوي، المحمول على الدفاع عن الحياة، ضد مقترحات العبث، والجريمة، والفوضى، والانحطاط الأخلاقي، والتنمر العدواني، التي هي دائما مقترحات الفاشية، انطلاقا من طبيعتها المصابة بداء التقرح الفكري…!!! سموتريتش وزير الصهيونية الدينية، في حكومة اليمين العنصري المتطرف، التي يقودها نتنياهو، يريد الانقضاض على جنين، ومخيمها، بالطائرات والدبابات، وكأنها، والمخيم، دولة بقبة حديدية، وأسلحة متطورة ومتنوعة..!! هذا هو التنمر الفاشي، الذي لا يعرف أي نوع من أنواع الحياء والخجل، ولا أي نوع من أنواع التحسب الإنساني، إذ المدينة بيوت وحارات، لا خنادق ومعسكرات، والمخيم هو المخيم، بيوت تتكئ على بعضها البعض، وهناك دائما في المدينة، والمخيم، مدنيون عزل، وأطفال يلهون بين الباحات المتربة، والأزقة الضيقة!!!
هذه المدينة، وهذا المخيم يريد سموتريتش الانقضاض عليهما بالطائرات والدبابات…!! وهذا هو الغباء الفاشي أيضا الكاره للحقيقة، والهارب من مواجهتها، حقيقة "استحالة إخضاع شعبنا الفلسطيني، وحسم الصراع بقوة العنف والإرهاب،" وثمة أكثر من سبعين عاما من فاشية إسرائيل، وحروبها ضد الطبيعة الفلسطينية ولم تحقق أي شيء يذكر، من غاياتها العدوانية البغيضة، في تغيير هذه الطبيعة، وكسر إرادتها الحرة.
جنين البلاد، هي ما يؤكد ذلك اليوم، بلا أي استعراض، ولا أية مباهاة، سوى مباهاة الحق، ضد الباطل، والبطولة ضد الجبن والخسة، وجنين ومخيمها، مثل بقية مدن فلسطين ومخيماتها، ولاّدة للشجعان، بقيم الفروسية، وحاضرة للوطنية، بقيم النضال، والصمود والتحدي.
من الواضح أن المحتلين بعقلية الفاشية، مصرون على اللعب بالنار، وهذا لعب كما قلنا بالأمس، سيفجر أوضاعا لا ولن تحمد عقباها، ولعل ما حققه فرسان جنين، مدينة، ومخيما، من تصد فاعل للعدوان الاحتلالي، ما يؤكد ذلك، فهل يدرك العالم هذه الحقيقة، قبل أن يمتد هذا التفجر ليطال كل مكان فيه…!!!
لن يسكت الفلسطينيون، على محاولة ذبحهم، وتدمير مشروعهم الوطني التحرري العادل والنبيل، لن يسكتوا، وبمعنى لن يقفوا مكتوفي الأيدي، ولن يحنوا لهم هامة، ولن يذلوا لهم قامة، وقيمة، ومكانة، تعرف إسرائيل ذلك جيدا، وعلى العالم أن يعرف ذلك على وجه اليقين، فإذا ما ظل هذا العالم ساكتا عن الحق، لن يكون حينها غير الشيطان الأخرس، الذي تتنزل عليه لعنة الله والناس أجمعين.
رئيس التحرير