هيثم زعيتر لـ"هذه هي بيروت": عين الحلوة: إحباط مُؤامرة لمجموعة إسلامية إرهابية للسيطرة على المُخيم
سمر قاضي
بدأت الجولة الأخيرة من القتال في عين الحلوة، بالقرب من صيدا، من قبل الجماعات الإسلامية المُتطرفة في مُحاولة لانتزاع السيطرة على أكبر مُخيم فلسطيني في لبنان، وهو مُخطط تم إحباطه على النحو الواجب من قبل التيار الرئيسي لحركة "فتح" وفصائل أخرى تابعة لـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية".
"ما حدث في عين الحلوة كان من صنع مجموعة إرهابيين، الكثير منهم دخلوا لبنان مُؤخراً. وهم يعملون تحت أسماء مُختلفة مثل "عصبة النور"، "جند الشام" و"الشباب المُسلم"، وفق ما قال عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر لـ"هذه هي بيروت".
وقال: "إن الإسلاميين حاولوا "اختطاف" المُخيم من "حي الطوارئ"، حيث يتركزون بشكل أساسي، واستخدامه لخدمة أغراض مُختلفة.
مُخططهم يتجاوز المُخيم. والهدف أيضاً زعزعة الاستقرار الأمني في لبنان، خاصة الآن في ظل الفراغ الرئاسي، وتفكك مُؤسسات الدولة، والوضع الاقتصادي المُتردي. لقد وجدوا فرصة لتنفيذ خطتهم" - أكمل زعيتر.
لكنه شدد على أن" القوات الوطنية في المُخيم بقيادة "فتح" عازمة على مُواجهتها بكل الوسائل لتجنب تكرار نزاع نهر البارد عام 2007، عندما سيطر الإسلاميون على المُخيم في شمال لبنان، وقاتلوا الجيش اللبناني لأشهر. وأسفر الصراع عن تدمير المُخيم واستشهاد أكثر من 200 جندي لبناني".
وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن "الإسلاميين يعملون بأمر من أطراف مُختلفة يشتركون معها في نفس المصالح، لا سيما لإضعاف "فتح" وفصائل "مُنظمة التحرير الفلسطينية" الأخرى".
في غضون ذلك، يسود وقف إطلاق نار غير مُستقر في عين الحلوة، حيث اندلع قتال عنيف بين 29 يوليو/تموز و2 أغسطس/آب 2023، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وإصابة العشرات ونزوح أكثر من 2000 شخص من سكان المُخيم.
"غير أن مخاطر تجدد القتال الذي اندلع بعد اغتيال المسؤول العسكري في "فتح" أبو أشرف العرموشي و4 من حراسه، مُرتفعة في ظل غياب تسوية مُستدامة" - بحسب مصدر فلسطيني.
بموجب شروط وقف إطلاق النار، من المُتوقع أن تُحدد لجنة التحقيق، القتلة وتسلمهم إلى السلطات اللبنانية.
"ما لم يتم تلبية هذه الشروط، فإن الوضع في المُخيم سيبقى مُضطرباً، لكن هذا لن يحدث لأن الإسلاميين لن يُسلموا من قتلوا العرموشي"، قال المصدر، مُضيفاً "القضية لم تنتهِ إطلاقاً، وقف إطلاق النار هو ترتيب مُؤقت لأن الجماعات الإسلامية مُترسخة داخل المُخيم وكذلك في مُحيطه".
عين الحلوة هو الأكبر من بين 12 مُخيماً للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وله أهمية إستراتيجية بسبب نفوذه على صيدا، والوصول إلى بيروت عبر الطريق الساحلي، وقربه من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
كان لحركة "فتح"، الفصيل الرئيسي في "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، نفوذاً وسيطرة تقليدياً على عين الحلوة، لكن في السنوات الأخيرة، واجهت قيادتها العديد من التحديات من السلفيين نظراً لأهمية المُخيم كمعقل فلسطيني.