الانتحار والهجرة .. ما الذي يحدث في غزة..؟؟
تزايدت في الفترة الأخيرة حالات الانتحار في قطاع غزة، كما تزايدت حالات الهجرة من القطاع المكلوم، كمثل نوع آخر من الانتحار ..!! فثمة شبان يركبون مخاطر البحر بلا تردد، ويذهبون في رحلة مجهولة، لعلها تنتهي إلى حياة آمنة، ولقمة عيش كريمة..!!
"ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" لم يعد على ما يبدو أن أحدا من شباب غزة يردد هذا الشطر من قصيدة الطغرائي الشهيرة، التي عرفت باسم "لامية العجم" والحال أن العيش في قطاع غزة، مع سلطة حماس، لم يعد ضيقا فحسب، وإنما مغلقا حتى على فسحة الأمل..!!
يطالب محمود الزق أمين سر هيئة العمل الوطني في القطاع المكلوم، القوى السياسية (...!!) هناك، بإدراك الواقع المرير في القطاع، والتدخل العاجل لوقف مظاهر الانتحار والهجرة، ويقول بتصريحات لإذاعة "صوت فلسطين": "حالة البؤس الشديد التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة، والتي أحد أسبابها الانقلاب وراء تصاعد حالات الانتحار".
إنه الانقلاب إذن بسلطته الحمساوية، التي لم يعد خافيا أنها في هذا الشأن، أذن من طين، وأخرى من عجين، لكن بلسان ثرثار لا يعرف سوى الكذب، ولا يطعن بغير السلطة الوطنية وسياساتها ..!!
لم يكن ولن يكون الموت يوما خيارا فلسطينيا، ولا على أي صعيد، والانتحار أمر حرمته العقيدة، وعلى هذا لم تفلح حماس لا في التربية العقائدية، التي تزعم أنها مهمتها الأساسية، ولا في التربية المعنوية والقيمية ..!!
ما الذي يحدث في غزة..؟؟ هذا ما يحدث، تدفع سلطة حماس الأوضاع في غزة الأمنية، والمعيشية، إلى حافة الانهيار، حتى بات حال العديد من شبان غزة كمثل حال الشاعر الذي ضاقت به إلى حد المرض، حتى صاح متمنيا الموت "كفى بك داء أن ترى الموت شافيا / وحسب المنايا أن يكن أمانيا ...!! وإذا كنا هنا أمام هذا الواقع المؤلم شديد البؤس سنردد حسبنا الله ونعم الوكيل، غير أننا ندعو حماس أولا أن تتقي الله في عباده، في القطاع المكلوم، ولا بد من وقفة وطنية شاملة ضد هذا الواقع قبل أن ينتهي قطاع غزة إلى حال تسر وتفرح العدو، وتوجع الشقيق، والقريب، والحليف، والصديق..!!
رئيس التحرير