سبق السيف العذل
كان على إسرائيل ومازال عليها أن تدرك أن القضية الفلسطينية، حقيقة غير قابلة للشطب، ولا للتصفية، ولا بأي حال من الأحوال، والأهم عليها أن تدرك أن القضية الفلسطينية ستبقى شعلة هذا العصر المتقدة، فإذا ما ظلت دون حل عادل لها، اضطرمت نيرانها أكثر واكثر، حتى قد تأتي على الاخضر واليابس معا، لا في إسرائيل وحدها، وإنما في هذا الشرق الاوسط الملتهب أساسا..!! وعليها ان تدرك أيضا أن القضية الفلسطينية لا تقادم يمكن أن يمر عليها، ولها في كل مرحلة من مراحلها، جيل كأبائه واسلافه، لا يعرف الهوان، ولا يرضى به، ولا يقبل بغير انتصار قضيته الوطنية، وتحقيق أهدافها العادلة والمشروعة.
لسنا من الناصحين هنا لإسرائيل أن تبلغ حال الادراك لهذه الحقائق، ليست هذه مهمة لنا، لكنا نقول ذلك، لنؤكد للعالم بأسره ما نعرفه جيدا، أن اسرائيل الاحتلال، والعنصرية، والصهيونية الدينية، هي اسرائيل الغطرسة، التي لا تعرف طريقا للتعقل والادراك، ولهذا ستبقى هي اسرائيل الحرب والعدوان، التي ستبقي الشرق الاوسط في حال الفوضى، والعنف، وانعدام الامن والاستقرار، بما سيعطل في المحصلة أية مصالح تنموية مشروعة، لا في هذا الشرق فحسب، وإنما في العالم أجمع كذلك، ولطالما قالت فلسطين ذلك، وستظل تقوله، بالموقف، والفعل النضالي، والصمود الملحمي، لعل المجتمع الدولي يصحو أخيرا، ويضع حدا لهذه الدولة، التي مازالت تتصرف كدولة فوق القانون.
لا ينبغي لأحد في المجتمع الدولي أن يتجاهل الحقيقة التي يستحيل دحضها، أن القضية الفلسطينية، إنما هي قضية حق بليغ، ولانه ما ضاع حق وراءه مطالب، وهذا ما شدد عليه الرئيس أبو مازن في أحدث خطاب له، أمام المجتمع الدولي، في باحة الامم المتحدة، وبما يعني ويؤكد أن شعبنا الفلسطيني، ومنذ أكثر من سبعين عاما وهو يطالب باسترداد حقه المشروع، وليس بخطب ومرافعات وبيانات، يطالب بذلك، وإنما بالطرق النضالي على باب الحرية الحمراء، وحتى الان بيده المضرجة بالدماء، دماء الشهداء، والجرحى، وحتى دماء الاسرى، التي تفور في عروقهم صمودا وتحديا، للسجان المحتل وقضبان زنازينه.
وبهذه اليد المضرجة ما زال يؤكد حقه بالدفاع عن نفسه ضد هذه العداونية الاسرائيلية المحمومة، التي تريد هرسه بصواريخ طائراتها الحربية، وقذائف مدافع دباباتها، كما تفعل الان في هجومها المتوحش على قطاع غزة الشامخ الصامد.
لن يفيد إسرائيل كل ما قد تفعل في حربها هذه، سبق السيف العذل، وحقيقة فلسطين الحرة، باتت اليوم اكثر توهجا، وشرطها للسلام شاخصا، ولا سبيل لتجاوزه، فإما الدولة الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وإما، ومرة ثانية، وثالثة، ورابعة، النار جيلا بعد جيل.
رئيس التحرير