خطاب المسؤولية
بين العقل والعاطفة ثمة لغة، إذا ما شفت، تخلص العقل من تشاؤمه، وتعقلنت العاطفة بتفاؤل الارادة، فتقول حينها هذه اللغة خطاب المسؤولية، وبموضوعية، وبلا مبالغة، فإن خطاب الشرعية الفلسطينية، اليوم في مواجهة هذه الحرب الهمجية، التي يواصلها الاحتلال الاسرائيلي، ضد غزة وأهلها، هو هذا الخطاب، خطاب المسؤولية، فلا تراجع، ولا تنازل عن الثوابت المبدئية، ولا مداهنة لخطاب الغرب، ومطالبه التنمرية...!!
وفي اللحظة الراهنة، ومع الواقع الراهن، وحيث هوس الاحتلال، بخيارات الموت والتدمير، للخروج من معضلته الوجودية، يرى ويعمل خطاب الشرعية، على لجم هذا الهوس أولا، من أجل تأمين سبل إدامة الحياة في غزة، ومنع تهجير أهلها، نريد لهم الآن الكهرباء، والغذاء، والماء، لن يكون مسموحا أن يقضي أهلنا في غزة عطاشى، لا نريد لغزة أن تكون كربلاء ثانية، وهذا هو مسعى خطاب الشرعية، وحراكه السياسي، بأصالة مسؤوليته الوطنية والأخلاقية والانسانية.
سندع مع خطاب المسؤولية، للقصيدة أن تحلق في فضاءاتها، على نحو ما تقول الملحمة، والرواية الفلسطينية، هي رواية المحلمة في أساسها، التي كتب أولى قصائدها شاعرنا الراحل محمود درويش تحت عنوان: "مأساة النرجس، وملهاة الفضة" ولا ثيمة في رواية الملحمة، سوى ثيمة العودة، وقد عاد بعض شعبنا من المهاجر والشتات قبل ثلاثين سنة من الآن وقد عادوا " على أطراف هاجسهم الى جغرافيا السحر الإلهي".
وللموضوعية ذاتها فإن خطاب الشرعية الفلسطينية هو خطاب التآلف والتفاهم والعمل المشترك مع خطب الشرعية العربية وعلى نحو لافت، في الأردن، ومصر والسعودية، كما أنه خطاب التظاهرات الشعبية العربية، والأجنبية، التي تطالب وعلم فلسطين يرفرف في فضاءاتها، بوقف العدوان الحربي الاسرائيلي الفاحش، على قطاع غزة الذي بات يتضور الأمن في حياته، وحياة أهله.
بين العقل والعاطفة، تحققت مع الشرعية لغة الخطاب المسؤول، بتفاؤل الإرادة، أن هذه الحرب الهمجية إلى هزيمة، والنصر لن يكون لغير أهله، أهلنا، أهل الحق والعدل والسلام.
رئيس التحرير